النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{إِذۡ عُرِضَ عَلَيۡهِ بِٱلۡعَشِيِّ ٱلصَّـٰفِنَٰتُ ٱلۡجِيَادُ} (31)

قوله عز وجل : { إذ عُرِض عليه بالعشي الصافنات الجياد } الخيل وفيه وجهان :

أحدهما : أن صفونها قيامها ومنه ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من سره أن يقوم الرجال له صفوناً فليتبوأ مقعده من النار " . أي يديمون له القيام ، حكاه قطرب وأنشد قول النابغة :

لنا قبة مضروبة بفنائها *** عتاق المهاري والجياد الصوافن

الثاني : أن صفونها رفع إحدى اليدين على طرف الحافر حتى تقوم على ثلاث كما قال الشاعر :

ألف الصفون فما يزل كأنه *** مما يقوم على الثلاث كسيرا

وفي { الجياد } وجهان :

أحدهما : أنها الطوال العناق مأخوذ من الجيد وهو العنق لأن طول أعناق الخيل من صفات فراهتها .

الثاني : أنها السريع ، قاله مجاهد واحدها جواد سمي بذلك لأنه يجود بالركض .