النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَٱذۡكُرۡ عَبۡدَنَآ أَيُّوبَ إِذۡ نَادَىٰ رَبَّهُۥٓ أَنِّي مَسَّنِيَ ٱلشَّيۡطَٰنُ بِنُصۡبٖ وَعَذَابٍ} (41)

قوله عز وجل : { واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربّه أني مسّني الشيطان بنصبٍ وعذابٍ } قيل هو أيوب بن حوص بن رعويل ، وكان في زمن يعقوب بن إسحاق ، وتزوج بنته إليا بنت يعقوب وكانت أمّه بنت لوط عليه السلام ، وكان أبوه حوص ممن آمن بإبراهيم عليه السلام .

وفي قوله { مسني الشيطان } وجهان :

أحدهما : أن مس الشيطان وسوسته وتذكيره بما كان فيه من نعمة وما صار إليه من محنة ، حكاه ابن عيسى .

الثاني : الشيطان استأذن الله تعالى أن يسلطه على ماله فسلطه ، ثم أهله وداره فسلطه ، ثم جسده فسلطه ، ثم على قلبه فلم يسلطه ، قال ابن عباس فهو قوله : { مسني الشيطان } الآية .

{ بنصب وعذاب } فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : يعني بالنصب الألم وبالعذاب السقم ، قاله مبشر بن عبيد .

الثاني : النصب في جسده ، والعذاب في ماله ، قاله السدي .

الثالث : أن النصب العناء ، والعذاب البلاء .