النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{قَالَ رَبِّ ٱغۡفِرۡ لِي وَهَبۡ لِي مُلۡكٗا لَّا يَنۢبَغِي لِأَحَدٖ مِّنۢ بَعۡدِيٓۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡوَهَّابُ} (35)

قوله عز وجل : { قال ربِّ اغفر لي وهب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي } فيه ثلاثة أقاويل :

أحدها : ليكون ذلك معجزاً له يعلم به الرضا ويستدل به على قبول التوبة .

الثاني : ليقوى به على من عصاه من الجن ، فسخرت له الريح حينئذٍ .

الثالث : لا ينبغي لأحد من بعدي في حياتي أن ينزعه مني كالجسد الذي جلس على كرسيه ، قاله الحسن .

{ إنك أنت الوهاب } أي المعطي ، قال مقاتل : سأل الله تعالى ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده بعد الفتنة فزاده الله تعالى الريح والشياطين بعدما ابتلى . وقال الكلبي حكم سليمان [ في الحرث ] وهو ابن إحدى عشرة سنة ، وملك وهو ابن اثنتي عشرة سنة .