فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَوَهَبۡنَا لَهُۥٓ أَهۡلَهُۥ وَمِثۡلَهُم مَّعَهُمۡ رَحۡمَةٗ مِّنَّا وَذِكۡرَىٰ لِأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ} (43)

{ وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ } معطوف على مقدر كأنه قيل فاغتسل وشرب فكشفنا عنه بذلك ما به من ضر ووهبنا له أهله قيل أحياهم الله بعد أن أماتهم وقيل جمعهم بعد تفرقهم ، وقيل غيرهم مثلهم ، ثم زاده مثلهم معهم ، وهو معنى قوله :

{ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ } فكانوا مثلي ما كانوا من قبل ابتلائه { رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ } أي وهبناهم له لأجل رحمتنا إياه وليتذكر بحاله أولو الألباب ، فيصبروا على الشدائد كما صبر ، ويلجأوا إلى الله كما لجأ ليفعل بهم ما فعل به من حسن العاقبة : وقد تقدم في سورة الأنبياء تفسير هذه الآية مستوفي فلا نعيده .