النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَتَرَى ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةَ حَآفِّينَ مِنۡ حَوۡلِ ٱلۡعَرۡشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡۚ وَقُضِيَ بَيۡنَهُم بِٱلۡحَقِّۚ وَقِيلَ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (75)

قوله عز وجل : { وترى الملائكة حافين من حول العرش } قال قتادة : محدقين .

{ يسبحون{[2390]} بحمد ربهم } وتسبيحهم تلذذ لا تعبد . وفي قوله .

{ بحمد ربهم } وجهان :

أحدهما : بمعرفة ربهم ، قاله الحسن .

الثاني : يذكرون بأمر ربهم ، قاله مقاتل .

{ وقضي بينهم بالحق } أي بالعدل وفيه قولان :

أحدهما : وقضي بينهم بعضهم لبعض .

الثاني : بين الرسل والأمم ، قاله الكلبي .

{ وقيل الحمد لله رب العالمين } وفي قائله قولان :

أحدهما : أنه من قول الملائكة ، فعلى هذا يكون حمدهم لله على عدله في قضائه .

الثاني : أنه من قول المؤمنين .

فعلى هذا يحتمل حمدهم وجهين :

أحدهما : على أن نجاهم مما صار إليه أهل النار .

الثاني : على ما صاروا إليه من نعيم الجنة ، فختم قضاؤه{[2391]} في الآخرة بالحمد كما افتتح خلق السموات والأرض بالحمد في قوله

{ الحمد لله الذي خلق السموات وَالأَرضَ } [ الأنعام : 1 ] فتلزم الاقتداء به والأخذ بهديه في ابتداء كل أمر بحمده ، وخاتمته بحمده . وبالله التوفيق .


[2390]:ساقط من ك.
[2391]:هذا قول قتادة.