النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{ٱلنَّارُ يُعۡرَضُونَ عَلَيۡهَا غُدُوّٗا وَعَشِيّٗاۚ وَيَوۡمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ أَدۡخِلُوٓاْ ءَالَ فِرۡعَوۡنَ أَشَدَّ ٱلۡعَذَابِ} (46)

قوله عز وجل : { النار يعرضون عليها غُدُوّاً وعشيّاً } فيه ثلاثة أقاويل :

أحدها : أنه يعرض عليهم مقاعدهم من النار غدوة وعشية ، فيقال : لآلِ فرعون هذه منازلكم ، توبيخاً ، قاله قتادة .

الثاني : أن أرواحهم في أجواف طير سود تغدو على جهنم وتروح فذلك عرضها ، قاله ابن مسعود .

الثالث : أنهم يعذبون بالنار في قبرهم غدواً وعشياً ، وهذا لآل فرعون خصوصاً . قال مجاهد : ما كانت الدنيا .

{ ويوم تقوم الساعةُ } وقيامها وجود صفتها على استقامة ، ومنه قيام السوق{[2419]} وهو حضور أهلها على استقامة في وقت العادة .

{ أدخلوا آل فرعون أشد العذاب } لأن عذاب جهنم مُخْتَلِف . وجعل الفراء في الكلام تقديماً وتأخيراً وتقديره : ادخلوا آل فرعون أشد العذاب النار يعرضون عليها غدواً وعشياً . وهو خلاف ما ذهب إليه غيره من انتظام الكلام على سياقه .


[2419]:في ك الضيوف.