{ هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس } في { القدوس } أربعة أوجه :
أحدها : أنه المبارك ، قاله قتادة ، ومنه قول رؤبة :
دعوت رب العزة القدوسا *** دعاء من لا يقرع الناقوسا
الثاني : أنه الطاهر ، قاله وهب ، ومنه قول الراجز{[2951]} :
قد علم القدوس مولى القدوس . ***
الثالث : أنه اسم مشتق من تقديس الملائكة ، قاله ابن جريج ، وقد روي أن من تسبيح الملائكة سبوح قدوس رب الملائكة والروح .
الرابع : معناه المنزه عن القبائح لاشتقاقه من تقديس الملائكة بالتسبيح فصار معناهما واحدا .
وأما { السلام } فهو من أسمائه تعالى كالقدوس ، وفيه وجهان :
أحدهما : أنه مأخوذ من سلامته وبقائه ، فإذا وصف المخلوق بمثله قيل سالم وهو في صفة الله سلام ، ومنه قول أمية بن أبي الصلت :
سلامك ربنا في كل فجر *** بريئاً ما تعنتك الذموم{[2952]}
الثاني : أنه مأخوذ من سلامة عباده من ظلمه ، قاله ابن عباس .
[ وفي{[2953]} { المؤمن } ثلاثة أوجه :
أحدها : الذي يؤمن أولياءه من عذابه ] .
الثاني : أنه مصدق خلقه في وعده ، وهو معنى قول ابن زيد .
الثالث : أنه الداعي إلى الإيمان ، قاله ابن بحر .
وأما { المهيمن } فهو من أسمائه أيضاً ، وفيه خمسة أوجه :
أحدها : معناه الشاهد على خلقه بأعمالهم ، وعلى نفسه بثوابهم ، قاله قتادة ، والمفضل ، وأنشد قول الشاعر :
شهيد عليَّ الله أني أحبها *** كفى شاهداً رب العباد المهيمن
والثاني : معناه الأمين ، قاله الضحاك .
الثالث : المصدق ، قاله ابن زيد .
الرابع : أنه الحافظ ، حكاه ابن كامل ، وروي أن عمر بن الخطاب قال : إني داع فهيمنوا ، أي قولوا آمين حفظنا الدعاء ، لما{[2954]} يرجى من الإجابة .
الخامس : الرحيم ، حكاه ابن تغلب واستشهد بقول أمية بن أبي الصلت :
مليك على عرش السمآء مهيمن *** لعزته تعنو الوجوه وتسجد
{ العزيز } هو القاهر ، وفيه وجهان :
أحدها : معناه العالي العظيم الشأن في القدرة والسلطان .
الثاني : الذي جبر خلقه على ما شاء ، قاله أبو هريرة ، والحسن ، وقتادة .
الثالث : أنه الذي يجبر فاقة عباده ، قاله واصل بن عطاء .
الرابع : أنه الذي يذل له من دونه .
أحدها : المتكبر عن السيئات ، قاله قتادة .
الثاني : المستحق لصفات الكبر ، والتعظيم ، والتكبر في صفات الله مدح ، وفي صفات المخلوقين ذم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.