النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَمَا عَلَى ٱلَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنۡ حِسَابِهِم مِّن شَيۡءٖ وَلَٰكِن ذِكۡرَىٰ لَعَلَّهُمۡ يَتَّقُونَ} (69)

قوله عز وجل : { وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِم من شَيْءٍ } فيه ثلاثة تأويلات :

أحدها : وما على الذين يتقون الله في أوامره ونواهيه من حساب الكفار فيما فعلوه من الاستهزاء والتكذيب مآثم يؤاخذون بها ، ولكن عليهم أن يذكروهم بالله وآياته لعلهم يتقون ما هم عليه من الاستهزاء والتكذيب ، قاله الكلبي .

والثاني : وما على الذين يتقون الله من الحساب يوم القيامة ما على الكفار في الحساب من التشديد والتغليظ لأن محاسبة المتقين ذكرى وتخفيف ، ومحاسبة الكفار تشديد وتغليظ لعلهم يتقون إذا علموا ذلك .

والثالث : وما على الذين يتقون الله فيما فعلوه من رد وصد حساب ، ولكن اعدلوا إلى الذكرى لهم بالقول قبل الفعل ، لعلهم يتقون إذا علموا .

ويحتمل هذا التأويل وجهين :

أحدهما : يتقون الاستهزاء والتكذيب .

والثاني : يتقون الوعيد والتهديد .