النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَكَذَٰلِكَ نُرِيٓ إِبۡرَٰهِيمَ مَلَكُوتَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَلِيَكُونَ مِنَ ٱلۡمُوقِنِينَ} (75)

قوله تعالى : { وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ } ذلك وذاك وذا : إشارات ، إلا أن ذا لما قَرُبَ ، وذلك لما بَعُد ، وذاك لتفخيم شأن ما بَعُدَ .

وفي المراد بملكوت السموات والأرض خمسة أوجه :

أحدها : أنه خلق السموات والأرض ، قاله ابن عباس .

والثاني : مُلك السموات والأرض .

واختلف من قال بهذا فيه على وجهين :

أحدهما : أن الملكوت هو المُلك بالنبطية ، قاله مجاهد .

والثاني : أنه المُلك بالعربية ، يقال مُلك وملكوت{[903]} كما يقال رهبة ورهبوت ، ورحمة ورحموت ، والعرب تقول : رهبوت خير من رحموت ، أي أن نُرْهَب خير من أن نُرْحَم ، قاله الأخفش .

والثالث : معناه آيات السموات والأرض ، قاله مقاتل .

والرابع : هو الشمس والقمر والنجوم ، قاله الضحاك .

والخامس : أن ملكوت السماوات : القمر ، والنجوم ، والشمس{[904]} ، وملكوت الأرض : الجبال ، والشجر ، والبحار ، قاله قتادة .

{ وَلِيَكُونَ مِنَ المُوقِنِينَ } يحتمل وجهين : أحدهما : من الموقنين لوحدانية الله تعالى وقدرته{[905]} .

والثاني : من الموقنين نبوته وصحة رسالته .


[903]:- زيادة الواو والتاء للمبالغة في الصفة.
[904]:- ليست في ق.
[905]:- سقط من ك.