الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَكَذَٰلِكَ نُرِيٓ إِبۡرَٰهِيمَ مَلَكُوتَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَلِيَكُونَ مِنَ ٱلۡمُوقِنِينَ} (75)

قوله : { وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والأرض } الآية [ 76 ] .

الواو والتاء{[20513]} زيدتا في ملكوت للمبالغة{[20514]} في ( الملك ){[20515]} وقرأ أبو السَّمَّال{[20516]} : ( ملكوت ) بإسكان اللام ، وهو بعيد عند سيبويه لخفة{[20517]} الفتحة{[20518]} .

والمعنى : ومثل ما أريناك يا محمد البصيرة في دينك ، والحجة على قومك ، أرينا إبراهيم ملك{[20519]} السماوات والأرض ، { وليكون من الموقنين } أي : وليكون من الموقنين{[20520]} أريناه ذلك{[20521]} .

وقيل : ملكوت – هنا – بمعنى ملك{[20522]} . وقيل : بمعنى خَلْق{[20523]} . وهو بكلام النبط ( مَلْكوتا ){[20524]} . وقيل : ملكوت . معناه آيات{[20525]} .

( وقال السدي ){[20526]} : أقيم{[20527]} إبراهيم على صخرة وفتحت له السماوات ، فنظر فيهن إلى ملك الله ، ونظر إلى مكانه{[20528]} في الجنة ، وفتحت له الأرضون حتى نظر إلى أسفل الأرض ، قال : فذلك قوله : { وآتيناه أجره في الدنيا }{[20529]} ، أي : أريناه مكانه في الجنة ، وقيل : أجره في الدنيا : الثناء الحسن بعده{[20530]} .

قال عطاء : لما رفع الله إبراهيم في ملكوت ( السماوات ){[20531]} والأرض – تعالى الله وجل وعز - ، رأى إبراهيم عبدا يزني ، فدعا عليه فهلك ، ثم رُفِعَ فأشرف{[20532]} ، فرأى آخر{[20533]} ، فدعا عليه فهلك . ثم رأى ( آخر ){[20534]} فدعا عليه فنودي : على رِسْلِك يا إبراهيم ، فإنك عبد مستجاب له ، وإني من عبدي{[20535]} على ( أحد ){[20536]} ثلاث : إما أن يتوب إلي فأتوب عليه ، وإما أن أخرج منه ذرية طيبة ، وإما أن يتمادى فيما هو فيه ، فأنا من ورائه{[20537]} .

وقال الضحاك : ( معنى ما ){[20538]} أراه الله من ملك السماوات والأرض{[20539]} : ما أراه من النجوم والشمس والقمر والشجر والجبال والبحار{[20540]} .

قال ابن عباس : فُرَّ بإبراهيم من جبار من الجبابرة ، فجعل في سرب ، وجعل رزقه في أطراف أصابعه ، فكان لا يمص{[20541]} أصبعا من أصابعه إلا جعل الله عز وجل فيها رزقا . فلما خرج من ذلك السرب{[20542]} ، أراه{[20543]} الله شمسا وقمرا ونجوما وسحابا وخلقا عظيما : فذلك ملكوت السماوات ، وأراه الله بحورا وجبالا /{[20544]} وشجرا وأنهارا وخلقا عظيما : فذلك ملكوت{[20545]} الأرض{[20546]} .


[20513]:ب: الثاني.
[20514]:الظاهر من الطمس في (أ) أنها: (زيدتا في ملكوت السماوات والأرض الآية). إلا أن استدراكا في الهامش مخروم. ب: (في ملكوت زيديا للمبالغة). ج د: (في ملكوت زيدتا للمبالغة).
[20515]:انظر: معاني الزجاج 2/265.
[20516]:ب: الشمال. وهو أبو السمأل قعنب بن أبي قعنب العدوي البصري. له اختيار في القراءة شاذ عن العامة. انظر: الغاية 2/27.
[20517]:مخرومة ومطموسة في أ.
[20518]:انظر: إعراب النحاس 1/558، وانظر: خفة الفتحة في الكتاب 4/188.
[20519]:ب ج د: ملكوت.
[20520]:مطموسة في أ. د: المومنين.
[20521]:انظر: تفسير الطبري 11/470، 475، وإعراب النحاس 1/558، وإعراب مكي 258، وإعراب ابن الأنباري 1/328، وإعراب العكبري 511،
[20522]:هو قول عكرمة في تفسير الطبري 11/471، وهو قول أبي عبيدة في مجازه 1/167.
[20523]:هو قول ابن عباس وقتادة في تفسير الطبري 11/470، 471.
[20524]:مطموسة في أ. ب: ملكوتها. ج د: ملكوت، وهو قول عكرمة في تفسير الطبري 11/471.
[20525]:هو قول مجاهد وغيره في تفسير الطبري 11/471 وما بعدها، وانظر: تفسير مجاهد 324.
[20526]:ساقطة من أ.
[20527]:مستدركة في هامش (أ) بعد لفظة (الام).
[20528]:ب: ملكانه.
[20529]:العنكبوت آية 26.
[20530]:انظر: تفسير الطبري 11/472 وفيه (ويقال) بدلا من (وقيل).
[20531]:ساقطة من ب.
[20532]:الظاهر من الخرم في (أ) أنها كما أثبت. ج د: باشرف.
[20533]:ب ج د: عبدا يزني. وفي تفسير الطبري 11/473 كما في ب ج د.
[20534]:ب ج د: عبدا يزني. وفي تفسير الطبري 11/473 كما في ب ج د.
[20535]:ج د: عبادي.
[20536]:ساقطة من ب ج د: ومن تفسير الطبري 11/473.
[20537]:انظر: تفسير الطبري 11/473.
[20538]:ب ج د: معناها.
[20539]:د: الأرض.
[20540]:انظر: تفسير الطبري 11/473.
[20541]:ب: يمض.
[20542]:ب: السرف.
[20543]:ج: أراد.
[20544]:جلها مطموس مع بعض الخرم.
[20545]:من قوله: السماوات – ملكوت. ساقطة من (ب).
[20546]:هو في تفسير الطبري 11/474 عن قتادة، وقال القرطبي في أحكامه 7/24: (والقصص في هذا تام في (قصص الأنبياء) للكسائي، وهو كتاب يقتدى به)، وفي الدر 3/303، 304 أنه عن قتادة أيضا.