قوله : { وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والأرض } الآية [ 76 ] .
الواو والتاء{[20513]} زيدتا في ملكوت للمبالغة{[20514]} في ( الملك ){[20515]} وقرأ أبو السَّمَّال{[20516]} : ( ملكوت ) بإسكان اللام ، وهو بعيد عند سيبويه لخفة{[20517]} الفتحة{[20518]} .
والمعنى : ومثل ما أريناك يا محمد البصيرة في دينك ، والحجة على قومك ، أرينا إبراهيم ملك{[20519]} السماوات والأرض ، { وليكون من الموقنين } أي : وليكون من الموقنين{[20520]} أريناه ذلك{[20521]} .
وقيل : ملكوت – هنا – بمعنى ملك{[20522]} . وقيل : بمعنى خَلْق{[20523]} . وهو بكلام النبط ( مَلْكوتا ){[20524]} . وقيل : ملكوت . معناه آيات{[20525]} .
( وقال السدي ){[20526]} : أقيم{[20527]} إبراهيم على صخرة وفتحت له السماوات ، فنظر فيهن إلى ملك الله ، ونظر إلى مكانه{[20528]} في الجنة ، وفتحت له الأرضون حتى نظر إلى أسفل الأرض ، قال : فذلك قوله : { وآتيناه أجره في الدنيا }{[20529]} ، أي : أريناه مكانه في الجنة ، وقيل : أجره في الدنيا : الثناء الحسن بعده{[20530]} .
قال عطاء : لما رفع الله إبراهيم في ملكوت ( السماوات ){[20531]} والأرض – تعالى الله وجل وعز - ، رأى إبراهيم عبدا يزني ، فدعا عليه فهلك ، ثم رُفِعَ فأشرف{[20532]} ، فرأى آخر{[20533]} ، فدعا عليه فهلك . ثم رأى ( آخر ){[20534]} فدعا عليه فنودي : على رِسْلِك يا إبراهيم ، فإنك عبد مستجاب له ، وإني من عبدي{[20535]} على ( أحد ){[20536]} ثلاث : إما أن يتوب إلي فأتوب عليه ، وإما أن أخرج منه ذرية طيبة ، وإما أن يتمادى فيما هو فيه ، فأنا من ورائه{[20537]} .
وقال الضحاك : ( معنى ما ){[20538]} أراه الله من ملك السماوات والأرض{[20539]} : ما أراه من النجوم والشمس والقمر والشجر والجبال والبحار{[20540]} .
قال ابن عباس : فُرَّ بإبراهيم من جبار من الجبابرة ، فجعل في سرب ، وجعل رزقه في أطراف أصابعه ، فكان لا يمص{[20541]} أصبعا من أصابعه إلا جعل الله عز وجل فيها رزقا . فلما خرج من ذلك السرب{[20542]} ، أراه{[20543]} الله شمسا وقمرا ونجوما وسحابا وخلقا عظيما : فذلك ملكوت السماوات ، وأراه الله بحورا وجبالا /{[20544]} وشجرا وأنهارا وخلقا عظيما : فذلك ملكوت{[20545]} الأرض{[20546]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.