النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَإِذۡ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوۡمِهِۦ يَٰقَوۡمِ لِمَ تُؤۡذُونَنِي وَقَد تَّعۡلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيۡكُمۡۖ فَلَمَّا زَاغُوٓاْ أَزَاغَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُمۡۚ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡفَٰسِقِينَ} (5)

{ فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم } وفي الزيغ وجهان :

أحدهما : أنه العدول ، قاله السدي .

الثاني : أنه الميل ، إلا أنه لا يستعمل إلا في الزيغ عن الحق دون الباطل .

ويحتمل تأويله وجهين :

أحدهما : فلما زاغوا عن الطاعة أزاغ الله قلوبهم عن الهداية .

الثاني : فلما زاغوا عن الإيمان أزاغ قلوبهم عن الكلام{[2972]} .

وفي المعِنيّ بهذا الكلام ثلاثة أقاويل :

أحدها : المنافقون .

الثاني : الخوارج ، قاله مصعب بن سعيد عن أبيه .

الثالث : أنه عام .


[2972]:هكذا ورد في الأصل. وفي اللسان – حرقص: جاء هكذا: ما لقي البيض من الحرقوص من مارد لص من اللصوص يدخل تحت الفلق المرصوص بمهر لا غال ولا رخيص والحرقوص: دويبة كالبرغوث. قال ابن بري: ومعنى الرجز: أن الحرقوص يدخل في فرج الجارية البكر بلا فهم، ولذا يسمى عاشق الأبكار.