لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{أَوۡلَىٰ لَكَ فَأَوۡلَىٰ} (34)

{ أولى لك فأولى } هذا وعيد على وعيد من الله تعالى لأبي جهل . وهي كلمة موضوعة للتهديد والوعيد ومعناه ، ويل لك مرة بعد مرة وهو دعاء عليه بأن يليه ما يكرهه ، وقيل معناه أنك أجدر بهذا العذاب . وأحق وأولى به . يقال ذلك لمن يصيبه مكروه يستوجبه قال قتادة : ذكر لنا " أن النبي صلى الله عليه وسلم لما نزلت هذه الآية أخذ بمجامع ثوب أبي جهل بالبطحاء وقال له أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى " فقال أبو جهل أتوعدوني يا محمد والله ما تستطيع أنت ولا ربك أن تفعلا بي شيئاً وإني لأعز من مشى بين جبليها فلما كان يوم بدر صرعه وقتله أشد قتلة . وكان نبي الله يقول صلى الله عليه وسلم " إن لكل أمة فرعوناً وإن فرعون هذه الأمة أبو جهل " .