الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{أَوۡلَىٰ لَكَ فَأَوۡلَىٰ} (34)

وتقدَّم الكلامُ على قوله : { أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى } في آخر سورة القتال مُشبعاً ، وإنما كُرِّرَ هنا مبالغةً في التهديد والوعيد . وقالت الخنساء :

هَمَمْتُ بنفسِيَ كلَّ الهمومِ *** فأَوْلَى لنفسِيَ أَوْلَى لها

وقال أبو البقاء هنا : " وزنُ أَوْلَى فيه قولان ، أحدُهما : فَعْلَى ، والألفُ فيه للإِلحاقِ لا للتأنيثِ ، والثاني : هو أَفْعَلُ ، وهو على القولَيْن هنا [ عَلَم ] ولذلك لم يُنَوَّنْ ، ويَدُلُّ عليه ما حكى أبو زيدٍ في " النوادر " : " هي أَوْلاةُ " بالتاءِ غيرَ مَصْروفٍ ، فعلى هذا يكونُ " أَوْلى " مبتدأً ، و " لك " الخبرُ . والثاني : أَنْ يكونَ اسماً للفعل مبنياً ومعناه : وَلِيَكَ شَرٌّ بعد شَرّ ، و " لك " تبيينٌ " .