فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{أَوۡلَىٰ لَكَ فَأَوۡلَىٰ} (34)

{ أولى لك فأولى ( 34 ) ثم أولى لك فأولى ( 35 ) أيحسب الإنسان أن يترك سدى ( 36 ) ألم يك نطفة من مني يمنى ( 37 ) ثم كان علقة فخلق فسوى ( 38 ) فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى ( 39 ) أليس ذلك بقادر على أن يحي الموتى ( 40 ) }

{ أولى لك } فيه التفات عن الغيبة ، والكلمة اسم فعل مبنية على السكون لا محل لها من الإعراب ، والفاعل ضمير مستتر يعود على ما يفهم من السياق وهو كون هذه الكلمة تستعمل في الدعاء بالمكروه ، واللام مزيدة والمعنى وليك ما تكرهه { فأولى } أي فهو أولى بك من غيرك ، فدلت الأولى على الدعاء عليه بقرب المكروه منه ، ودلت الثانية على الدعاء عليه بأن يكون أقرب إليه من غيره ، هذا ما سلكه الجلال المحلي في تقرير هذا المقام وانفرد به عن غيره من المفسرين وهو حسن جدا .