وقوله تعالى : ( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ ) يحتمل هذا أن يكون مربوطا معطوفا على قوله ( سيدخلهم الله ) مع السابقين الأولين ؛ أي أولئك الذين آمنوا من بعد أولئك المهاجرين و الأنصار يدخلهم الله في الجنة مع السابقين الأولين .
ويحتمل أن يكون على الابتداء [ لا ][ من م ، ساقطة من الأصل ] على العطف الأول .
ثم اختلف فيه : قال بعضهم ( والسابقون الأولون ) في الإسلام والنصرة ، وقال بعضهم : الأولون في الهجرة والنصرة ( والذين اتبعوهم بإحسان ) على تأويل منع جعل السابقة في الإسلام ، وعلى تأويل من جعل على الهجرة ( اتبعوهم بإحسان ) يجعلهم فريقين المهاجرين والأنصار ، ولا يجعل طبقة ثالثة . وأما قراءة[ انظر مجمع القراءات القرآنية ج3/38 ] العامة من القراء فهي على إثبات الواو وجعل طبقة ثالثة .
ثم منهم من قال من أهل التأويل : ( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ ) هم الذين بايعوا بيعة الرضوان . وقال بعضهم : هم الذين صلوا القبلتين . وقال بعضهم ( والسابقون ) إلى الإسلام ( الأولون من المهاجرين والأنصار ) الذين صلوا القبلتين ( والذين اتبعوهم ) على دينهم إلى يوم القيامة ( بإحسان ) .
ثم خصوص تسمية أهل المدينة أنصارا ، وإن كانوا هم والمهاجرون جميعا نصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا أنصارا لهم[ في الأصل وم : له ] ، والله أعلم ، لأنهم نصروا المهاجرين حين[ في الأصل وم : حيث ] آووهم ، وأنزلوهم في منازلهم وأوطانهم ، وبذلوا أنفسهم وأموالهم لهم ، وإن كانوا جميعا في النصر لرسول الله صلى الله عليه وسلم شعا سواء .
ثم في الآية دلالة الرد على الروافض لأنهم يجعلون أبا بكر وعمر وهؤلاء رضي الله عنهم ظلمة لا على الحق بتوليهم أمر الإمامة والخلافة لأنه معلوم أنهم كانوا في ما ذكر عز وجل بقوله : ( من المهاجرين والأنصار ) ثم أخبر أن الله راض عنهم ، وأنهم راضون عنه دل أنهم كانوا على حق وصواب من الأمر ، وأن من وصفهم بالظلم والتعدي هو الظالم ، و المتعدي واضع الشيء [ في ][ ساقطة من الأصل وم ] غير موضعه .
وفيه جواز تقليد الصحابة والأتباع لهم والاقتداء بهم لأنه مدح عز وجل من اتعب المهاجرين والأنصار بقوله : ( والذين اتبعوهم بإحسان ) .
ثم أخبر عن جملتهم أن الله راض عنهم . دل ، والله أعلم ، أن التقليد لهم لازم ، والاقتداء بهم واجب ، وإذا أخبروا [ بخبر ][ من م ، ساقطة من الأصل ] أو حدثوا بحديث يجب العمل به ، ولا يسع تركه ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.