قوله عز وجل : { وَمِمَّنْ حَوْلَكُم منَ الأعْرابِ مُنَافِقُونَ } يعني حوله المدينة : قال ابن عباس : مزينة وجهينة وأسلم وغِفار وأشجع كان فيهم بعد إسلامهم منافقون كما كان من الأنصار لدخول جميعهم تحت القدرة فتميزوا بالنفاق وإن عمتهم الطاعة .
{ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ } فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : أقاموا عليه ولم يتوبوا منه ، قاله عبد الرحمان بن زيد .
الثاني : مردوا عليه أي عتوا فيه ، ومنه قوله عز وجل :{ وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَاناً مَّرِيداً }{[1280]} .
الثالث : تجردوا فيه فظاهروا ، مأخوذ من تجرد{[1281]} خد الأمرد لظهوره وهو محتمل .
{ لاَ تَعْلَمُهُمْ } فيه وجهان :
أحدهما : لا تعلمهم حتى نعلمك بهم .
الثاني : لا تعلم أنت عاقبة أمورهم وإنما نختص نحن بعلمها ، وهذا يمنع أن يحكم على أحد بجنة أو نار .
{ سَنُعَذِّبُهُمْ مرَّتَيْنِ } فيه أربعة أوجه :
أحدهما : أن أحد العذابين الفضيحة في الدنيا والجزع من المسلمين ، والآخر عذاب القبر ، قاله ابن عباس .
والثاني : أن أحدهما عذاب الدنيا والآخر عذاب الآخرة ، قاله قتادة .
والثالث : أن أحدهما الأسر والآخر القتل ، قاله ابن قتيبة .
والرابع : أن أحدهما الزكاة التي تؤخذ منهم{[1282]} والآخر الجهاد الذي يؤمرون به لأنهم بالنفاق يرون ذلك عذاباً . قاله الحسن .
{ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ } فيه ثلاثة أوجه :
أحدهما : أنه عذاب النار في الآخرة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.