النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{أَوَلَا يَرَوۡنَ أَنَّهُمۡ يُفۡتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٖ مَّرَّةً أَوۡ مَرَّتَيۡنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمۡ يَذَّكَّرُونَ} (126)

قوله عز وجل : { أَوَ لاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ } الآية .

في معنى الافتتان هنا ثلاثة أوجه :

أحدها : يبتلون ، قاله ابن عباس .

الثاني : يضلون ، قاله عبد الرحمان بن زيد .

الثالث : يختبرون ، قاله أبو جعفر الطبري .

وفي الذي يفتنون به أربعة أقاويل :

أحدها : أنه الجوع والقحط ، قاله مجاهد .

الثاني : أنه الغزو والجهاد في سبيل الله ، قاله قتادة .

الثالث : ما يلقونه من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قاله حذيفة بن اليمان .

الرابع : أنه ما يظهره الله تعالى من هتك أستارهم وسوء نياتهم ، حكاه علي بن عيسى .

وهي في قراءة ابن مسعود : { أَوَ لاَ تَرَى أَنَّهُم يُفْتَنُونَ } خطاباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم .