النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَقُلۡ حَسۡبِيَ ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ عَلَيۡهِ تَوَكَّلۡتُۖ وَهُوَ رَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡعَظِيمِ} (129)

قوله عز وجل : { فَإِن تَوَلَّوْا } فيه وجهان :

أحدهما : عن طاعة الله ، قاله الحسن .

الثاني : عنك ، ذكره عليّ بن عيسى .

{ فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيهِ تَوَكَّلْتُ } يحتمل وجهين :

أحدهما : حسبي الله معيناً عليكم .

الثاني : حسبي الله هادياً لكم .

{ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظيمِ } يحتمل وجهين :

أحدهما : لسعته .

الثاني : لجلالته .

ختام السورة:

روى يوسف بن مهران عن ابن عباس أن آخر ما أُنزل من القرآن هاتان الآيتان { لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ } وهذه الآية . وقال أُبي بن كعب : هما أحدث القرآن عهداً بالله وقال مقاتل : تقدم نزولهما بمكة ، والله أعلم .