النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{الٓرۚ تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱلۡكِتَٰبِ ٱلۡحَكِيمِ} (1)

مقدمة السورة:

هي مكية كلها عند الحسن وعكرمة وعطاء وجابر . وقال ابن عباس إلا ثلاث آيات{[1]}

من قوله تعالى : { فإن كنت في شك } إلى آخرهن .

قوله عز وجل : { الر } فيه أربعة تأويلات :

أحدها : معناه أنا الله أرَى ، قاله ابن عباس والضحاك .

والثاني : هي حروف من اسم الله الذي هو الرحمن ، قاله سعيد بن جبير والشعبي . وقال سالم بن عبد الله : { الر } و { حمٌ } و { ن } للرحمن مقاطع .

الثالث : هو اسم من أسماء القرآن ، قاله قتادة .

الرابع : أنها فواتح افتتح الله بها القرآن ، قاله ابن جريج .

{ تِلْكَ ءَايَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ } يعني بقوله { تِلْكَ ءَايَاتُ } أي هذه آيات ، كما قال الأعشى :

تلك خَيْلِي مِنْهُ وتلكَ رِكَابِي *** هُنَّ صُفْرٌ أَوْلاَدُها كالزَّبِيبِ

أي هذه خيلي .

وفي { الكِتَابِ الْحِكيمِ } هاهنا ثلاثة أقاويل :

أحدها : التوراة والإنجيل ، قاله مجاهد .

الثاني : الزبور ، قاله مطر .

الثالث : القرآن ، قاله قتادة .

وفي قوله : { الحَكِيمِ } تأويلان :

أحدهما : أنه بمعنى محكم ، قاله أبو عبيدة .

الثاني : أنه كالناطق بالحكمة ، ذكره علي بن عيسى .


[1]:- ذكر العلماء لفاتحة الكتاب اثنى عشر اسما هي: فاتحة الكتاب وأم القرآن وأم الكتاب وسورة الصلاة وسورة الحمد والسبع المثاني والقرآن العظيم والشفاء والرقية والأساس والوافية والكافية، والحديث عند أبي داود رقم 1457 والترمذي رقم 3320.