النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{لَّيۡسَ عَلَى ٱلضُّعَفَآءِ وَلَا عَلَى ٱلۡمَرۡضَىٰ وَلَا عَلَى ٱلَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلَّهِ وَرَسُولِهِۦۚ مَا عَلَى ٱلۡمُحۡسِنِينَ مِن سَبِيلٖۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ} (91)

قوله عز وجل : { لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى } الآية . وفي الضعفاء ها هنا ثلاثة أوجه :

أحدها : أنهم الصغار لضعف أبدانهم .

الثاني : المجانين لضعف عقولهم .

الثالث : العميان لضعف بصرهم . كما قيل في تأويل قوله تعالى في شعيب

{ إِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً } [ هود : 91 ] أي ضريراً .

{ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ } فيه وجهان :

أحدهما : إذا برئوا من النفاق .

الثاني : إذا قاموا بحفظ المخلفين من الذراري والمنازل .

فإن قيل بالتأويل الأول كان راجعاً إلى جميع من تقدم ذكره من الضعفاء . والمرضى الذين لا يجدون ما ينفقون .

وإن قيل بالتأويل الثاني كان راجعاً إلى الذين لا يجدون ما ينفقون خاصة{[1272]} .

وقيل إنها نزلت في عائذ بن عمرو وعبد الله ابن مُغَفّل .


[1272]:ذكر القرطبي 8/229 أنها نزلت في بني مقرن ـ وعلى هذا جمهور المفسرين ـ وكانوا سبعة أخوة وهم النعمان ومعقل وعقيل وسويد وسنان وعبد الله وعبد الرحمن أولاد مقرن (بوزن محدث). ولم يكن في الصحابة سبعة إخوة غيرهم.