إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{لَّيۡسَ عَلَى ٱلضُّعَفَآءِ وَلَا عَلَى ٱلۡمَرۡضَىٰ وَلَا عَلَى ٱلَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلَّهِ وَرَسُولِهِۦۚ مَا عَلَى ٱلۡمُحۡسِنِينَ مِن سَبِيلٖۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ} (91)

{ ليْسَ عَلَى الضعفاء وَلاَ على المرضى } كالهرمى والزَّمْنى{[370]} { وَلاَ عَلَى الذين لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ } لفقرهم كمُزَينةَ وجُهينة وبني عذرة { حَرَجٌ } إثمٌ في التخلف { إِذَا نَصَحُواْ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ } وهو عبارةٌ عن الإيمان بهما والطاعةِ لهما في السر والعلنِ وتولِّيهما في السراء والضراءِ والحبِّ فيهما والبغضِ فيهما كما يفعل المَوْلى الناصحُ بصاحبه { مَا عَلَى المحسنين مِن سَبِيلٍ } استئنافٌ مقرِّرٌ لمضمون ما سبق أي ليس عليهم جناحٌ ولا إلى معاتبتهم سبيلٌ ، ومن مزيدةٌ للتأكيد ، ووضْعُ المحسنين موضِعَ الضمير للدِلالة على انتظامهم بنُصحهم لله ورسولِه في سلك المحسنين ، أو تعليلٌ لنفي الحرجِ عنهم ، أي ما على جنس المحسنين من سبيل وهم من جملتهم { والله غَفُورٌ رحِيمٌ } تذييلٌ مؤيدٌ لمضمون ما ذُكر مشيرٌ إلى أن بهم حاجةً إلى المغفرة وإن كان تخلُّفهم بعذر .


[370]:الزمنى: جمع زمن، وهو المريض مرضا مستديما، أو الذي ضعف بكبر سن أو مطاولة علة.