الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{لَّيۡسَ عَلَى ٱلضُّعَفَآءِ وَلَا عَلَى ٱلۡمَرۡضَىٰ وَلَا عَلَى ٱلَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلَّهِ وَرَسُولِهِۦۚ مَا عَلَى ٱلۡمُحۡسِنِينَ مِن سَبِيلٖۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ} (91)

وقوله جلَّت عظمته : { لَّيْسَ عَلَى الضعفاء وَلاَ على المرضى } [ التوبة : 91 ] .

يقولُ : ليس على أهل الأعذار مِنْ ضَعْف بدنٍ أو مرضٍ أو عدمِ نفقةٍ إِثمٌ ؛ والحَرَجُ : الإِثم .

وقوله : { إِذَا نَصَحُوا } : يريد : بنيَّاتهم وأقوالهم سرًّا وجهراً ، { مَا عَلَى المحسنين مِن سَبِيلٍ } [ التوبة : 91 ] أي : من لائمةٍ تناطُ بِهِمْ ، ثم أكَّد الرجاءَ بقوله سبحانه : { والله غَفُورٌ رَّحِيمٌ } ، وقرأ ابنُ عبَّاس : ( وَاللَّهُ لأَهْلِ الإِسَاءَة غَفُورٌ رَحِيم ) ، وهذا على جهة التفسيرِ أشبهُ منه على جهةِ التلاوةِ ؛ لخلافه المُصْحَفَ ،