النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{أَلَمۡ نَشۡرَحۡ لَكَ صَدۡرَكَ} (1)

مقدمة السورة:

سورة الانشراح

مكية بالإجماع

بسم الله الرحمان الرحيم

قوله تعالى { أَلمْ نَشْرَحْ لك صَدْرَكَ } وهذا تقرير من الله تعالى لرسول صلى الله عليه وسلم عند انشراح صدره لما حمله من نبوّته .

وفي " نشرح " وجهان :

أحدهما : أي أزال همك منه{[3293]} حتى تخلو لما أُمِرت به .

الثاني : أي نفتح لك صدرك ليتسع لما حملته عنه فلا يضيق ، ومنه تشريح اللحم لأنه{[3294]}

فتحه لتقديده .

وفيما شرح صدره ثلاثة أقاويل :

أحدها : الإسلام ، قاله ابن عباس .

الثاني : بأن ملئ حكمة وعلماً ، قاله الحسن .

الثالث : بما منّ عليه من الصبر والاحتمال ، قاله عطاء .

ويحتمل رابعاً : بحفظ القرآن وحقوق النبوّة .


[3293]:منه، أي من صدرك.
[3294]:أورد في الأصل: تشريح اللئيم فتحه بتقريعه. وهو تحريف. قال في اللسان شرح: ومنه تشريح اللحم. وشرح الشيء: فتحه.