الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع  
{جَنَّـٰتُ عَدۡنٖ يَدۡخُلُونَهَا يُحَلَّوۡنَ فِيهَا مِنۡ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٖ وَلُؤۡلُؤٗاۖ وَلِبَاسُهُمۡ فِيهَا حَرِيرٞ} (33)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{جنات عدن} تجري من تحتها الأنهار.

{يدخلونها} هؤلاء الأصناف الثلاثة.

{يحلون فيها من أساور من ذهب}... {ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير}.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره: بساتين إقامة يدخلونها هؤلاء الذين أورثناهم الكتاب، الذين اصطفينا من عبادنا يوم القيامة.

"يُحَلّوْنَ فِيها مِنْ أساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ" يلبسون في جنات عدن أسورة من ذهب "وَلُؤْلُؤا وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ" يقول: ولباسهم في الجنة حرير.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

ذكر التّحلي فيها بالذهب واللؤلؤ ولبس الحرير وليس للرجال رغبة في هذه الدنيا في التحلي بذلك ولا لبس الحرير، اللهم إلا أن يكون للعرب رغبة في ما ذكر، فخرج الوعد لهم بذلك والترغيب في ذلك، وهو ما ذكر من الخيام فيها والقِباب والغُرُفات، وتلك أشياء تستعمل في حال الضرورة في الأسفار وعند عدم وجود غيره من المنازل والغُرف عند ضيق المكان، فأما في حال الاختيار ووجود غيره فلا، لكنه خرّج ذلك لما لهم في ذلك من فضل رغبة، ألا ترى أنهم قالوا: {فلولا أُلقي عليه أسورة من ذهب}؟ [الزخرف: 53] ذكروا ذلك لما لذلك عندهم فضل قدر ومنزلة ورغبة في ذلك.

أو ذكر هذا لهم في الجنة، أعني الذهب والفضة والحرير، وما ذكر ليس على أن هذا مما يشاهد بحاله، أو يماثله في الجوهر على التحقيق سوى موافقة الاسم؛ لما رُوي في الخبر أن فيها، يعني في الجنة (ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر) [البخاري 3244].

لطائف الإشارات للقشيري 465 هـ :

نَبّهَ على أن دخولهم الجنة لا باستحقاقٍ بل بفضله، وليس في الفضل تمييز...

تفسير القرآن العظيم لابن كثير 774 هـ :

ثبت في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:"تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء".

{وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ} ولهذا كان محظورا عليهم في الدنيا، فأباحه الله لهم في الدار الآخرة، وثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة"،وقال: "[لا تشربوا في آنية الذهب والفضة] هي لهم في الدنيا ولكم في الآخرة".

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

لما ذكر تعالى أحوالهم، بين جزاءهم ومآلهم، فقال مستأنفاً جواباً لمن سأل عن ذلك: {جنات} أي هي مسببة عن سبب السبق الذي هو الفضل، ويصح كونها بدلاً من الفضل لأنه سببها، فكان كأنه هو الثواب {عدن} أي إقامة بلا رحيل لأنه لا سبب للرحيل عنها.

{يدخلونها} أي الثلاثة أصناف، ومن دخلها لم يخرج منها؛ لأنه لا شيء يخرجه ولا هو يريد الخروج على أن الضمير ل "الذين "ومن قال ل "عبادنا" خص الدخول بالمقتصد والسابق -هذا على قراءة الجماعة بفتح الياء وضم الخاء، وعلى قراءة أبي عمرو بالبناء للمفعول يكون الضمير للسابق فقط، لأنهم يكونون في وقت الحساب على كثبان المسك ومنابر النور فيستطيبون مكانهم، فإذا دعوا إلى الجنة أبطأوا فيساقون إليها كما في آخر الزمر.

ولما كان الداخل إلى مكان أول ما ينظر إلى ما فيه من النفائس قال: {يحلّون فيها} أي يلبسون على سبيل التزين والتحلي.

{من أساور} ولما كان للإبهام ثم البيان مزيد روعة النفس، وكان مقصود السورة إثبات القدرة الكاملة لإثبات اتم الإبقاءين، شوق إلى الطاعة الموصلة إليه بأفضل ما نعرف من الحلية، فقال مبيناً لنوع الأساور: {من ذهب ولؤلؤاً}.

ولما كانت لا تليق إلى على اللباس الفاخر، قال معرفاً أنهم حين الدخول يكونون لابسين: {ولباسهم فيها حرير}...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

الأظهر أنه بدل اشتمال من قوله: {ذلك هو الفضل الكبير}، فإن مما يشتمل عليه الفضل دخولهم الجنة كما علمت، وتخصيص هذا الفضل من بين أصنافه لأنه أعظم الفضل؛ لأنه أمارة على رضوان الله عنهم حين إدخالهم الجنة.

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

«عدن» بمعنى الاستقرار والثبات، ومنه سمّي المعدن لأنّه مستقر الجواهر والمعادن. وعليه فإنّ «جنّات عدن» بمعنى «جنّات الخلد والدوام والاستقرار»، وأهل الجنّة ليست لهم جنّة واحدة، بل جنّات متعدّدة تحت تصرّفهم...