الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{جَنَّـٰتُ عَدۡنٖ يَدۡخُلُونَهَا يُحَلَّوۡنَ فِيهَا مِنۡ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٖ وَلُؤۡلُؤٗاۖ وَلِبَاسُهُمۡ فِيهَا حَرِيرٞ} (33)

والضمير في { يَدْخُلُونَهَا } عائد على الأصناف الثلاثة ، قالت عائشة رضي اللّه عنها وكعب رضي اللّه عنه : دخلوها كلُّهمْ ورَبِّ الكَعْبَة وقال أبو إسحاق السبيعي : أما الذي سمعت منذ ستين سنة فكلُّهم ناجٍ .

وقال ابن مسعود : " هذه الأمة يوم القيامة أثلاث : ثلثٌ : يدخلون الجنة بغير حساب ، وثلث : يحاسبون حساباً يسيراً ؛ ثم يدخلون الجنة ، وثلث : يجيئون بذنوب عظام ؛ فيقولُ اللّهُ عز وجل : ما هؤلاء ؟ وهو أعلم بهم فتقول الملائكة : هم مذنبون إلا أنهم لم يشركوا ؛ فيقول عز وجل أدخلوهم في سعة رحمتي " . وروى أسامة بن زيد أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قَرَأَ هذه الآيَةَ وَقَالَ : " كُلُّهُمْ في الجَنَّةِ " . وقرأ عُمَرُ هذه الآية ، قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ( سابِقُنَا سَابِقٌ ، ومُقْتَصِدُنَا نَاجٍ ، وَظَالِمُنَا مَغْفُور له ) . وقال عكرمة والحسن وقتادة ؛ ما مقتضاه : إن الضمير في { مِنْهُم } عائدٌ على العباد فالظَّالِم لنفسه : الكافرُ ، والمقتصد : المؤمن العاصي ، والسابق : التقي على الإطلاق . وقالوا هذه الآية نظير قوله تعالى : { وَكُنتُمْ أَزْوَاجاً ثلاثة } [ الواقعة : 7 ] الآية ، والضمير في { يَدْخُلُونَهَا } على هذا التأويل خاصٌّ بالمُقْتَصِد والسابقِ ، وباقي الآية بيِّن ، و{ الحزن } في هذه الآية عامٌ في جميع أنواع الأحزان .