تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{جَنَّـٰتُ عَدۡنٖ يَدۡخُلُونَهَا يُحَلَّوۡنَ فِيهَا مِنۡ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٖ وَلُؤۡلُؤٗاۖ وَلِبَاسُهُمۡ فِيهَا حَرِيرٞ} (33)

{ جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير }

المفردات :

أساور : جمع سوار وهي حلية تلبس في اليد .

أذهب عنا الحزن : أزال الحزن الشامل لأحزان الدنيا والآخرة .

التفسير :

أي : يدخل هؤلاء الطوائف الثلاث جنات إقامة ، السابقون لسبقهم ومسارعتهم في الخيرات والمقتصدون لترجح حسناتهم أو تعادلها مع سيئاتهم والظالمون لأنفسهم لأنهم عملوا معاصي ثم تابوا منها أو لم يتوبوا فاستحقوا العذاب في جهنم ثم يدخلون الجنة لإيمانهم وإسلامهم وتوحيدهم لله ويحلون في الجنة بأساور من ذهب مرصع باللؤلؤ ويكون لباسهم حريرا خالصا وقد أباحه الله لهم في الآخرة لأنهم امتنعوا عن لبسه في الدنيا استجابة لأمر الله تعالى لهم .

ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة " . xiii

وقال " هي لهم في الدنيا ولكم في الآخرة " . xiv

وعلى هذا تكون الأمة عامة في جميع الأقسام الثلاثة من هذه الأمة والعلماء أولى الناس بهذه النعمة .

أخرج أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجة ، عن قيس بن كثير قال قدم رجل من أهل المدينة إلى أبي الدرداء رضي الله عنه وهو بدمشق فقال أبو الدرداء : ما أقدمك يا أخي ؟ قال : حديث بلغني أنك تحدث به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أما قدمت لتجارة ؟ قال : لا ، قال : أما قدمت لحاجة ؟ قال : لا ، قال : أما قدمت إلا في طلب هذا الحديث ؟ قال نعم ، قال رضي الله عنه : فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله تعالى به طريقا إلى الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم ، وإنه ليستغفر للعالم من في السموات والأرض حتى الحيتان في الماء وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب إن العلماء هم ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم فمن أخذ به أخذ بحظ وافر " . xv