الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{جَنَّـٰتُ عَدۡنٖ يَدۡخُلُونَهَا يُحَلَّوۡنَ فِيهَا مِنۡ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٖ وَلُؤۡلُؤٗاۖ وَلِبَاسُهُمۡ فِيهَا حَرِيرٞ} (33)

قوله تعالى ذكره : { جنات عدن يدخلونها يحلون }33 إلى قوله : { من نصير } 37

أي : بساتين إقامة لا زوال منها ، يدخل هؤلاء المتقدمون ذكرهم ، على ما ذكرنا من الاختلاف في الآية التي قبلها ، ورجوع الضمير على الكل أو على البعض .

ثم قال : { يحلون فيها من أساور من ذهب } أي : يلبسون ذلك في هذه البساتين .

وأساور جمع الجمع واحدة أسورة ، وواحد أسورة سوار وسوار لغتان فيه . وحكي إسوار وجمعه أساوير{[56225]} وفي حرف أبي : " أساوير " {[56226]} على هذا المعنى .

وقال بعض أهل اللغة قوله : { من عبادنا } عام في النساء والرجال ، وقوله : { يحلون فيها } يعني به النساء خاصة ، وهو غلط لأنه كان يجب أن يقول يحلين ، ولكن هو للرجال .

ويجوز أن يكون لهما جميعا فيغلب المذكر على المؤنث{[56227]} .

ثم قال : { ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير } من خفض فعلى العطف على " أساور " ومن نصب{[56228]} فعلى موضع " أساور " .

وروي أن كل واحد يحلى في يده ثلاث أسورة : واحد من فضة ، وآخر من ذهب وآخر من لؤلؤ ، والذهب في الوسط في كل يد{[56229]} .


[56225]:انظر: مشكل الإعراب لمكي 2/595 وإعراب النحاس 3/372 ومادة "سور" في الصحاح 2/690 واللسان 4/387
[56226]:انظر: إعراب النحاس 2/372، والمحرر الوجيز 13/176
[56227]:هو قول النحاس في إعرابه 3/373
[56228]:قرأ "ولؤلؤا" بالنصب نافع وعاصم وقرأ الباقون بالخفض انظر: الحجة لأبي زرعة 593 والسبعة لابن مجاهد 534، 535
[56229]:انظر: الجامع للقرطبي 12/28