قال جار الله : أبدل قوله { جنات عدن } من الفضل لأنها مسببة عنه وكأنها هو . قلت : ويمكن أن يقال { جنات عدن } مبتدأ لأنها معرفة بدليل قوله { جنات عدن التي وعد الرحمن } [ مريم : 61 ] ولئن سلم أنها نكرة فليكن { يدخلونها } صفة له وخبرها { يحلون } ثم إن ضمير { يدخلون } إن عاد إلى التالين لكتاب الله أو إلى السابقين فلا إشكال ؛ فالظالم يدخل النار والمقتصد يكون أمره موقوفاً كقوله { وآخرون مرجون لأمر الله }
[ التوبة : 106 ] أو كقوله { وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً } وإن عاد إلى الفرق الثلاث فبشرط العفو أو بشرط التوبة ، وقد يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " سابقنا سابق ومقتصدنا ناج وظالمنا مغفور له " وفي تقديم { جنات عدن } وبناء الكلام عليها دون أن يقول " يدخلون جنات عدن " إيذان بأن الاهتمام بشأنها أكثر فإن نظر السامع على المدخول فيه لا على نفس الدخول . وقد مرت العبارة الأصلية في سورة الحج في قوله { إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات } إلى قوله { حرير } [ الآية : 23 ] وتغيير العبارة في هذا المقام لمزيد هذه الفائدة والله أعلم . وفي قوله { يحلون فيها } إشارة إلى سرعة الدخول فإن في تحليتهم خارج الجنة تأخيراً للدخول . وفي تحليتهم بالسوار إشارة إلى أمرين : أحدهما الترفه والتنعم ، الثاني أنهم لا يحتاجون فيها إلى عمل من الطبخ وتهيئة سائر الأسباب . قال جار الله : أي يحلون بعض أساور من ذهب كأنه بعض سابق لسائر الأبعاض كما سبق المسوّرون به غيرهم ، والذهب واللؤلؤ إشارة إلى النوعين اللذين منهما الحليّ . وقيل : إن ذلك الذهب في صفاء اللؤلؤ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.