المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{وَٱلۡعَصۡرِ} (1)

مقدمة السورة:

في هذه السورة أقسم سبحانه بالزمان لانطوائه على العجائب ، والعبر الدالة على قدرة الله وحكمته ، على أن الإنسان لا ينفك عن نقصان في أعماله وأحواله ، إلا المؤمنين الذين عملوا الصالحات ، وأوصى بعضهم بعضا بالتمسك بالحق ، وهو الخير كله ، وتواصوا بالصبر على ما أمروا به وما نهوا عنه .

1- أقسم بالزمان لكثرة ما انطوى عليه من عجائب وعبر .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَٱلۡعَصۡرِ} (1)

مقدمة السورة:

سورة العصر

مكية ، وآياتها ثلاث .

{ والعصر } قال ابن عباس : والدهر . قيل : أقسم الله به ؛ لأن فيه عبرة للناظر . وقيل : معناه ورب العصر ، وكذلك في أمثاله . وقال ابن كيسان : أراد بالعصر الليل والنهار ، يقال لهما : العصران . وقال الحسن : من بعد زوال الشمس إلى غروبها . وقال قتادة : آخر ساعة من ساعات النهار . وقال مقاتل : أقسم بصلاة العصر ، وهي الصلاة الوسطى .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَٱلۡعَصۡرِ} (1)

مقدمة السورة:

تفسير سورة العصر ، وهي مكية .

ذكروا أن عمرو بن العاص وفد على مسيلمة الكذاب [ لعنه الله ]{[1]} ، وذلك بعد ما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقبل أن يسلم عمرو ، فقال له مسيلمة : ماذا أنزل على صاحبكم في هذه المدة ؟ قال{[2]} : لقد أنزل عليه سورة وجيزة بليغة . فقال : وما هي ؟ فقال : { وَالْعَصْرِ إِنَّ الإنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ } ففكر مسيلمة هُنَيهة ثم قال : وقد أنزل علي مثلها ، فقال له عمرو : وما هو ؟ فقال : يا وَبْر يا وَبْر ، إنما أنت أذنان وصَدْر ، وسائرك حفز نَقْز . ثم قال : كيف ترى يا عمرو ؟ فقال له عمرو : والله إنك لتعلم أني أعلم أنك تكذب{[3]}

وقد رأيت أبا بكر الخرائطي أسند{[4]} في كتابه المعروف ب " مساوي الأخلاق " ، في الجزء الثاني منه ، شيئًا من هذا أو قريبا منه{[5]} .

والوبْر : دويبة تشبه الهر ، أعظم شيء فيه أذناه ، وصدره وباقيه دميم . فأراد مسيلمة أن يركب من هذا الهذيان ما يعارض به القرآن ، فلم يرج ذلك على عابد الأوثان في ذلك الزمان .

وذكر الطبراني من طريق حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن عبد الله بن حصن[ أبي مدينة ] ، قال : كان الرجلان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقيا ، لم يتفرقا إلا على أن يقرأ أحدهما على الآخر " سورة العصر " إلى آخرها ، ثم يسلم أحدهما على الآخر{[6]} .

وقال الشافعي ، رحمه الله : لو تدبر الناس هذه السورة ، لوسعتهم .

العصر : الزمان الذي يقع فيه حركات بني آدم ، من خير وشر .

وقال مالك ، عن زيد بن أسلم : هو العشي ، والمشهور الأول .

1


[1]:زيادة من أ.
[2]:ورواه ابن مردويه وأبو الشيخ كما في الدر (3/270).
[3]:في د: "وأديت".
[4]:في د: "إنهم قالوا".
[5]:في د: "تكفروهما".
[6]:تفسير الطبري (11/228).
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَٱلۡعَصۡرِ} (1)

بسم الله الرحمن الرحيم

القول في تأويل قوله تعالى : { وَالْعَصْرِ * إِنّ الإِنسَانَ لَفِى خُسْرٍ * إِلاّ الّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْاْ بِالْحَقّ وَتَوَاصَوْاْ بِالصّبْرِ } .

اختلف أهل التأويل في تأويل قوله : { وَالْعَصْرِ } فقال بعضهم : هو قَسَم أقسم ربنا تعالى ذكره بالدهر ، فقال : العصر : هو الدهر . ذكر من قال ذلك :

حدثني عليّ ، قال : حدثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، في قوله : { وَالْعَصْرِ } قال : العصر : ساعة من ساعات النهار .

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن الحسن { وَالْعَصْرِ } قال : هو العشيّ .

والصواب من القول في ذلك : أن يقال : إن ربنا أقسم بالعصر ، { وَالْعَصْرِ } اسم للدهر ، وهو العشيّ والليل والنهار ، ولم يخصص مما شمله هذا الاسم معنى دون معنى ، فكلّ ما لزِمه هذا الاسم فداخل فيما أقسم به جلّ ثناؤه .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَٱلۡعَصۡرِ} (1)

مقدمة السورة:

سورة العصر .

بسم الله الرحمن الرحيم{ والعصر } أقسم سبحانه بصلاة العصر لفضلها ، أو بعصر النبوة ، أو بالدهر لاشتماله على الأعاجيب ، والتعريض بنفي ما يضاف إليه من الخسران .