المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمۡ عِندَ ٱلۡبَيۡتِ إِلَّا مُكَآءٗ وَتَصۡدِيَةٗۚ فَذُوقُواْ ٱلۡعَذَابَ بِمَا كُنتُمۡ تَكۡفُرُونَ} (35)

35- وما كان دعاؤهم وتضرعهم عند هذا البيت العظيم إلا صفيراً وصفقاً بالأيدي ، وإذا كانت تلك حالكم فتلقوا الموت وذوقوه في ميدان القتال ، لينزاح الشرك عن البيت ، وذلك القتل فيكم بسبب كفركم .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمۡ عِندَ ٱلۡبَيۡتِ إِلَّا مُكَآءٗ وَتَصۡدِيَةٗۚ فَذُوقُواْ ٱلۡعَذَابَ بِمَا كُنتُمۡ تَكۡفُرُونَ} (35)

قوله تعالى : { وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاءً وتصديةً } ، قال ابن عباس والحسن : المكاء : الصفير ، وهو في اللغة اسم طائر أبيض ، يكون بالحجاز له صفير ، كأنه قال : إلا صوت مكاء ، والتصدية التصفيق . قال ابن عباس : كانت قريش تطوف بالبيت وهم عراة يصفرون ، ويصفقون . قال مجاهد : كان نفر من بني عبد الدار يعارضون النبي صلى الله عليه وسلم في الطواف ، ويستهزءون به ، ويدخلون أصابعهم في أفواههم ويصفرون ، فذلك المكاء ، والتصدية التصفيق ، ومنه الصدى ، والمكاء جعل الأصابع في الشدق ، والتصدية : الصفر ، ومنه الصدا الذي يسمعه المصوت في الجبل ، قال جعفر بن ربيعة : سألت أبا سلمة بن عبد الرحمن عن قوله عز وجل { إلا مكاء وتصدية } فجمع كفيه ، ثم نفخ فيهما صفيراً ، قال مقاتل : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى في المسجد قام رجلان عن يمينه فيصفران ، ورجلان عن شماله فيصفقان ، ليخلطوا على النبي صلى الله عليه وسلم صلاته ، وهم من بني عبد الدار . قال سعيد بن جبير : التصدية صدهم المؤمنين عن المسجد الحرام ، وعن الدين ، والصلاة ، وهي على هذا التأويل : التصددة بدالين ، فقلبت إحدى الدالين ياءً ، كما يقال : تظنيت من الظن ، وتقضي البازي ، إذ البازي كسر ، أي تقضض البازي ، قال ابن الأنباري : إنما سماه صلاة لأنهم أمروا بالصلاة في المسجد الحرام ، فجعلوا ذلك صلاتهم .

قوله تعالى : { فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون } .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمۡ عِندَ ٱلۡبَيۡتِ إِلَّا مُكَآءٗ وَتَصۡدِيَةٗۚ فَذُوقُواْ ٱلۡعَذَابَ بِمَا كُنتُمۡ تَكۡفُرُونَ} (35)

35 وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ .

يعني أن اللّه تعالى إنما جعل بيته الحرام ليقام فيه دينه ، وتخلص له فيه العبادة ، فالمؤمنون هم الذين قاموا بهذا الأمر ، وأما هؤلاء المشركون الذين يصدون عنه ، فما كان صلاتهم فيه التي هي أكبر أنواع العبادات إِلا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً أي : صفيرا وتصفيقا ، فعل الجهلة الأغبياء ، الذين ليس في قلوبهم تعظيم لربهم ، ولا معرفة بحقوقه ، ولا احترام لأفضل البقاع وأشرفها ، فإذا كانت هذه صلاتهم فيه ، فكيف ببقية العبادات ؟ " .

فبأي : شيء كانوا أولى بهذا البيت من المؤمنين الذين هم في صلاتهم خاشعون ، والذين هم عن اللغو معرضون ، إلى آخر ما وصفهم اللّه به من الصفات الحميدة ، والأفعال السديدة .

لا جرم أورثهم اللّه بيته الحرام ، ومكنهم منه ، وقال لهم بعد ما مكن لهم فيه يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وقال هنا فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمۡ عِندَ ٱلۡبَيۡتِ إِلَّا مُكَآءٗ وَتَصۡدِيَةٗۚ فَذُوقُواْ ٱلۡعَذَابَ بِمَا كُنتُمۡ تَكۡفُرُونَ} (35)

30

( وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون )

إنهم ليسوا أولياء لهذا البيت وإن كانوا يصلون عنده صلاتهم . فما هذه بصلاة ! إنما كانت صفيراً بالأفواه وتصفيقاً بالأيدي ، وهرجاً ومرجاً لا وقار فيه ، ولا استشعار لحرمة البيت ، ولا خشوع لهيبة الله .

عن ابن عمر - رضي الله عنه - أنه قال : إنهم كانوا يضعون خدودهم على الأرض ، ويصفقون ويصفرون .

وإن هذا ليخطر بالبال صور العازفين المصفقين الصاخبين الممرغين خدودهم على الأعتاب والمقامات اليوم في كثير من البلاد التي يسمونها " بلاد المسلمين " ! إنها الجاهلية تبرز في صورة من صورها الكثيرة . بعدما برزت في صورتها الواضحة الكبيرة : صورة ألوهية العبيد في الأرض ، وحاكميتهم في حياة الناس . . وإذا وقعت هذه فكل صور الجاهلية الأخرى إنما هي تبع لها ، وفرع منها !

( فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون ) . .

وهو ذلك العذاب الذي نزل بهم في بدر بأيدي العصبة المسلمة . فأما العذاب الذي طلبوه - عذاب الاستئصال المعروف - فهو مؤجل عنهم ، رحمة من الله بهم ، وإكراماً لنبيه [ ص ] ومقامه فيهم ، عسى أن ينتهي بهم الأمر إلى التوبة والاستغفار مما هم فيه .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمۡ عِندَ ٱلۡبَيۡتِ إِلَّا مُكَآءٗ وَتَصۡدِيَةٗۚ فَذُوقُواْ ٱلۡعَذَابَ بِمَا كُنتُمۡ تَكۡفُرُونَ} (35)

{ وما كان صلاتهم عند البيت } أي دعاؤهم أو ما يسمونه صلاة ، أو ما يضعون موضعها . { إلا مُكاءً } صفيرا فعال من مكا يمكو إذا صفر . وقرئ بالقصر كالبكا . { وتصديةً } تصفيقا تفعله من الصدا ، أو من الصد على إبدال أحد حرفي التضعيف بالياء . وقرئ { صلاتهم } بالنصب على أنه الخبر المقدم ، ومساق الكلام لتقرير استحقاقهم العذاب أو عدم ولايتهم للمسجد فإنها لا تليق بمن هذه صلاته . روي : أنهم كانوا يطوفون بالبيت عراة الرجال والنساء مشبكين بين أصابعهم يصفرون فيها ويصفقون . وقيل : كانوا يفعلون ذلك إذا أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي يخلطون عليه ويرون أنهم يصلون أيضا . { فذوقوا العذاب } يعني القتل والأسر يوم بدر ، وقيل عذاب الآخرة واللام يحتمل أن تكون للعهد والمعهود : { ائتنا بعذاب } . { بما كنتم تكفرون } اعتقادا وعملا .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمۡ عِندَ ٱلۡبَيۡتِ إِلَّا مُكَآءٗ وَتَصۡدِيَةٗۚ فَذُوقُواْ ٱلۡعَذَابَ بِمَا كُنتُمۡ تَكۡفُرُونَ} (35)

قرأ الجمهور «وما كان صلاتُهم » بالرفع «عند البيت لا مكاءً » بالنصب «وتصديةً » كذلك ، وروي عن عاصم أنه قرأ : «صلاتَهم » بالنصب «إلا مكاءٌ وتصديةٌ » بالرفع ، ورويت عن سليمان الأعمش بخلاف عنه فيما حكى أبو حاتم ، وذكر أبو علي عن الأعمش أنه قال في قراءة عاصم : أفإن لحن عاصم تلحن أنت ؟ قال أبو الفتح : وقد روي الحرف كذلك عن أبان بن تغلب ، قال قوم : وهذه القراءة خطأ لأنه جعل الاسم نكرة والخبر معرفة ، قال أبو حاتم : فإن قيل : إن المكاء والتصدية اسم جنس ، واسم الجنس معرفاً ومنكراً واحد في التعريف ، قيل : إن استعماله هكذا لا يجوز إلا في ضرورة الشعر ، كما قال حسان : [ الوافر ] .

كأنَّ سبيئةً من بيت رأس*** يكون مزاجها عسلٌ وماءُ{[5321]}

ولا يقاس على ذلك ، فأما أبو الفتح فوجه هذه القراءة بما ذكرناه من تعريف اسم الجنس وبعد ذلك يرجح قراءة الناس{[5322]} .

قال أبو علي الفارسي : وإنما ذهب من ذهب إلى هذه القراءة لما رأى الفعل أن الصلاة مؤنثة ورأى المسند إليها ليس فيه علامة تأنيث فأراد تعليقه بمذكر وهو المكاء ، وأخطأ في ذلك ، فإن العرب تعلق الفعل لا علامة فيه بالمؤنث ، ومنه قوله تعالى : { وأخذ الذين ظلموا الصيحة }{[5323]} وقوله { فانظر كيف كان عاقبة مكرهم }{[5324]} { وكيف كان عاقبة المفسدين }{[5325]} ونحو هذا مما أسند فيه الفعل دون علامة إلى المؤنث ، والمكاء على وزن الفعال الصفير{[5326]} قاله ابن عباس والجمهور ، فقد يكون بالفم وقد يكون بالأصابع والكف في الفم ، قال مجاهد وأبو سلمة بن عبد الرحمن ، وقد يشارك الأنف ، يقال مكا يمكو إذا صفر ، ومنه قول عنترة : [ الكامل ]

وحليل غانية تركت مجدلاً*** تمكو فريصته كشدق الأعلم{[5327]}

ومنه قول الشاعر :

فكأنما يمكو بأعصم عاقل . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ***{[5328]}

يصف رجلاً فر به حيوان

ومنه قول الطرماح : [ الكامل ]

فنحا لأولاها بطعنة محفظ *** تمكو جوانبها من الِإنهار{[5329]}

ومكت است الدابة إذا صفرت ، يقال ولا تمكو إلا است مكشوفة ، ومن هذا قيل للاست مكوة{[5330]} قال أبو علي : فالهمزة في { مكاء } منقلبة عن واو .

قال القاضي أبو محمد : ومن هذا قيل للطائر المكّاء لأنه يمكو أي يصفر في تغريده ، ووزنه فعّال بشد العين كخطاف ، والأصوات في الأكثر تجيء على فعال بتخفيف العين كالبكاء والصراخ والدعاء والجؤار والنباح ونحوه ، وروي عن قتادة أن المكاء : صوت الأيدي وذلك ضعيف ، وروي عن أبي عمرو أنه قرأ «إلا مكا » بالقصر ، و «التصدية » عبر عنها أكثر الناس بأنها التصفيق ، وقتادة بأنه الضجيج والصياح ، وسعيد بن جبير بأنها الصد والمنع ، ومن قال التصفيق قال : إنما كان للمنع عن ذكر الله ومعارضة لقراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم للقرآن ، و «التصدية » يمكن أن تكون من صدى يصدى إذا صوت والصدى الصوت ، ومنه قول الرماح يصف الأروية{[5331]} : [ الطويل ]

لها كلما ريعت صداة وركدة*** بمصران أعلى ابني شمام البوائن{[5332]}

فيلتئم على هذا الاشتقاق قوم من قال : هو التصفيق ، وقول من قال الضجيج ، ولا يلتئم عليه قول من قال هو الصد والمنع إلا أن يجعل التصويت إنما يقصد به المنع ، ففسر اللفظ بالمقصود لا بما يخصه من معناه ، ويمكن أن تكون «التصدية » من صد يصد استعمل الفعل مضعفاً للمبالغة والتكثير لا ليعدى فقيل صدد ، وذلك أن الفعل الذي يتعدى إذا ضعف فإنما يضعف للتكثير ، إذ التعدي حاصل قبل التضعيف ، وذلك نحو قوله { وغلقت الأبواب }{[5333]} والذي يضعف ليعدى هو كقولهم علم وغرم ، فإذا قلنا في صد صدد ففعل في الصحيح يجيء مصدره في الأكثر على تفعيل وفي الأقل على تفعلة مثل كمل تكميلاً وتكملة وغير ذلك ، بخلاف المعتل فإنه يجيء في الأكثر على تفعلة مثل عزى وتعزية وفي الشاذ على تفعيل ، مثل قول الشاعر : [ الرجز ]

بات ينزي دَلْوَه تنزّيا . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ***{[5334]}

وإذا كان فعل في الصحيح يتسق فيه المثلان رفض فيه تفعلة مثل قولنا تصدية وصير إلى تفعيل لتحول الياء بين المثلين كتخفيف وتشديد ، فلما سلكوا مصدر صدد المسلك المرفوض أصلح ذلك بأن إبدال أحد المثلين ياء كبدلهم في تظننت ونحوه{[5335]} ، فجاء «تصدية » فعلى هذا الاشتقاق يلتئم قول من قال التصدية الصد عن البيت والمنع ، ويمكن أن تكون التصدية من صد يصِد بكسر الصاد في المستقبل إذا ضج ، ويبدل أيضاً على هذا أحد المثلين ، ومنه قوله تعالى : { إذا قومك منه يصِدون }{[5336]} بكسر الصاد ، ذكره النحاس ، وذهب أكثر المفسرين إلى أن «المكاء والتصدية » إنما أحدثها الكفار عند مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم لتقطع عليه يمينه وشماله من يمكو ويصدي حتى تختلط عليه قراءته{[5337]} ، فلما نفى الله تعالى ولايتهم للبيت أمكن أن يعترض معترض بأن يقول ، وكيف لا نكون أولياءه ونحن نسكنه ونصلي عنده ؟ فقطع الله هذا الاعتراض بأن قال وما كان صلاتهم إلا المكاء والتصدية ، وهذا كما يقول رجل أنا أفعل الخير فيقال له ما فعلك الخير إلا أن تشرب الخمر وتقتل ، أي هذه عادتك وغايتك .

قال القاضي أبو محمد : والذي مر بي من أمر العرب في غير ما ديوان أن المكاء والتصدية كان{[5338]} من فعل العرب قديما قبل الإسلام على جهة التقرب به والتشرع ، ورأيت عن بعض أقوياء العرب أنه كان يمكو على الصفا فيسمع من جبل حراء ، وبينهما أربعة أميال ، وعلى هذا يستقيم تعييرهم وتنقصهم بأن شرعهم وصلاتهم وعبادتهم لم تكن رهبة ولا رغبة ، إنما كانت مُكاء وتصدية من نوع اللعب ، ولكنهم كانوا يتزيدون فيها وقت النبي صلى الله عليه وسلم ليشغلوه وأمته عن القراءة والصلاة ، وقوله { فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون } إشارة إلى عذابهم ببدر بالسيف قاله ابن جريج والحسن والضحاك ، فيلزم من هذا أن هذه الآية الأخيرة نزلت بعد بدر ولا بد .

قال القاضي أبو محمد : والأشبه أن الكل نزل بعد بدر حكاية عما مضى والله ولي التوفيق برحمته .


[5321]:- هذا البيت من قصيدة حسان المشهورة في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، والتي يقول في مطلعها: عفت ذات الأصابع فالجواء إلى عذراء منزلها خلاء والسبيئة: اسم لما سال من الخمر قبل أن تعصر، وذلك أخلصها، وقيل: بل هي الخمر، وقد روي بدلا منها (سُلافة)، وبيت رأس: مكان كانت تعصر فيه الخمر.
[5322]:- أي: قراءة الجمهور، وابن جني مع اعترافه بقبح تنكير اسم (كان) وتعريف خبرها إلا أنه أجازه معللا الجواز بما أشار إليه ابن عطية هنا من أن اسم الجنس معرفا ومنكرا واحد في التعريف، فكأن المعنى كما وضحه ابن جني: وما كان صلاتهم إلا هذا الجنس، وأيضا فإنه يجوز مع النفي ما لا يجوز في الإثبات. وأبو حيان يؤيد ذلك في تفسيره ="البحر المحيط" ويقول: "وهو نظير قول من جعل [نسلخ] صفة لـ [الليل] في قوله تعالى: {وآية لهم الليل نسلخ منه النهار}، وجعل (يسبني) صفة لـ (اللئيم) في قول الشاعر: ولقد أمر على اللئيم يسبني فمضيت ثمّت قلت لا يعنيني.
[5323]:- من الآية (67) من سورة (هود).
[5324]:- من الآية (51) من سورة (النمل).
[5325]:- تكررت في آيتين- في قوله تعالى في الآية (86) من سورة (الأعراف): {وانظروا كيف كان عاقبة المفسدين}، وفي قوله تعالى في الآية (103) من سورة (الأعراف) أيضا: {فظلموا بها فانظر كيف كان عاقبة المفسدين}.
[5326]:- قال السدي: المُكاء: الصفير، على نحو طائر أبيض بالحجاز يقال له: المُكّاء قال الشاعر: إذا غرّد المُكاء في غير روضة فويل لأهل الشاء والحمرات
[5327]:- البيت من المعلقة، ورقمه فيها السادس والأربعون، ورواه اللسان في (مكا)- والحليل بالحاء المهملة: الزوج، والحليلة: الزوجة، وهما من الحلول تسميا بذلك لأنهما يحلان في مكان واحد وفراش واحد، فهو فعيل بمعنى مفاعل، مثل أكيل ونديم بمعنى مؤاكل ومنادم. وقيل هما من الحلّ لأن كلا منهما يحل لصاحبه فهو فعيل بمعنى مُفعل، مثل حكيم بمعنى محكم. وقد روي البيت: وخليل بالخاء المعجمة. والغانية: البارعة الجمال المستغنية بجمالها عن الزينة. أو الشابة الحسناء التي تعجب الرجال ويعجبها الرجال، ومجدّلا: مصرووعا على الجدالة وهي الأرض، يقال جدلته فتجدل. والمُكاء: الصفير. والفريصة: لحمة رقيقة تحت الإبط بحذاء القلب ترتجف عند الخوف، والإصابة فيها قاتلة. والأعلم: مشقوق الشفة العليا. يقول: إن فريصة الفارس الذي صرعته تصفر وهو ملقى على الأرض كصفير شدق البعير إذا كان مشقوق الشفة، وذلك بسبب اتساع الطعنة وشدة خروج الدم منها.
[5328]:- لم نقف على نسبة هذا الشعر ولا على بقيته، والمعنى واضح بتفسير ابن عطية له، فهو يصفر بفمه بحثا عن الحيوان الذي فرّ منه.
[5329]:- البيت للطرماح بن حكيم يصف الثور وهو يطعن الكلاب في معركة بينه وبينها. = ونحا: انحرف وقصد، وأولاها: يريد أول الكلاب. والمُحفظ: المغضب (اسم مفعول)، تمكو: تصفر. والضمير في جوانبها يعود على الطعنة أو أثرها في الكلب، والإنهار: هو توسيع الطعنة، ومنه ول قيس بن الخطيم: "فأنهرت فتقها" أي وسّعت الفتق الذي أحدثته. يقول في وصف الثور الهائج مع كلاب الصيد: إنه قصد أول الكلاب بطعنة مغضب مغيظ من تكاثرها عليه، وسال الدم من هذه الطعنة فأحدث عند سيلانه صفيرا صدر عن جوانب الطعنة الواسعة.
[5330]:-مكوة: على وزن زهرة وتمرة.
[5331]:- الأرويّة: الأنثى من الوعول، والجمع: أراوي. وعن اللحياني الضبط بالكسر فهي: الإروية، قاله في اللسان، وعلى هذا فالطرماح يصف أنثى الوعول في هذا البيت، والضمير في (لها) يعود عليها.
[5332]:- ريعت: فزعت وخافت، والصّداة: فعل المتصدي، وهو الذي يرفعه رأسه وصدره يتصدى للشيء ينظر إليه، والركدة: السكوت والثبات والهدوء، والمصران: أعالي الجبال وهي تحجز بين شيئين أو ناحيتين وتكون حرزا لمن يلجأ إليها، والواحد: مصار. وشمام: جبل في بلادي بني قشير، وابنا شمام: يريد بهما هضبتين في هذا الجبل، والبوائن: جمع بائن وهو البعيد ترددت بين الصفير والثبات أو السكون، وقد روى اللسان البيت: "لها كلما صاحت"، وقال: إنه في وصف هامة، فإذا ما صاحت تصدت مرة وركدت أخرى، ورواية "كلما ريعت" جاءت في "التكملة"، وهي أقرب وأوضح.
[5333]:- من الآية (23) من سورة (يوسف).
[5334]:-استشهد صاحب اللسان بهذا البيت على أن مصدر أنزاه ونزّاه هو تنزية وتنزيا. والرواية فيه مع بقية البيت: باتت تنزّي دلوها تنزيا كما تنزي شهلة صبيا والشهلة هي العجوز، وقيل: المرأة النصف العاقلة. أما التنزي فهو التوثب والتسرع، قال نصيب- وقيل، بل هو بشار: أقولُ وليلتي تزداد طـــولا أما لليل بعدهم نهار؟ جفت عيني عن التغميض حتى كأن جفونها عنها قصار كأن فؤاده كرة تنــــزّى حذار البين لو نفع الحذار
[5335]:- وعليه جاء قول العجاج يمدح عمر بن عبيد الله بن يعمر ويشبهه بطائر ضخم يضم جناحيه إلى نفسه وينقض على الصيد: إذا الكرام ابتدروا الباع ابتدر دانى جناحيه من الطور فمر تقضي البازي إذا البازي كسر يريد: تقضض البازي.
[5336]:- من قوله تعالى في الآية (57) من سورة (الزخرف): {ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون}.
[5337]:-أخرج الطسّي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله عز وجل: {إلا مُكاء وتصدية}. قال: المُكاء: صوت القنبرة، والتصدية: صوت =العصافير وهو التصفيق، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قام إلى الصلاة وهو بمكة كان يصلي قائما بين الحجر والركن اليماني، فيجيء رجلان من بني سهم يقوم أحدهما عن يمينه والآخر عن شماله، ويصيح أحدهما كما يصيح المُكاء، والآخر يصفق بيديه تصدية العصافير ليفسدا عليه صلاته، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال نعم، أما سمعت حسّان ابن ثابت رضي الله عنه يقول: نقوم إلى الصلاة إذا دُعينا همّتك التصدّي والمُكاء
[5338]:- هكذا في جميع الأصول.
 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمۡ عِندَ ٱلۡبَيۡتِ إِلَّا مُكَآءٗ وَتَصۡدِيَةٗۚ فَذُوقُواْ ٱلۡعَذَابَ بِمَا كُنتُمۡ تَكۡفُرُونَ} (35)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره: وما لهؤلاء المشركين ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام الذي يصلون لله فيه ويعبدونه، ولم يكونوا لله أولياء، بل أولياؤه الذين يصدّونهم عن المسجد الحرام وهم لا يصلون في المسجد الحرام. "وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ البَيْتِ "يعني: بيت الله العتيق، "إلاّ مُكاءً" وهو الصفير... وقد قيل: إن المكو: أن يجمع الرجل يديه ثم يدخلهما في فيه ثم يصيح. وأما التصدية فإنها: التصفيق...حدثني المثنى، قال: حدثنا الحماني، قال: حدثنا شريك، عن سالم، عن سعيد، قال: كانت قريش يعارضون النبيّ صلى الله عليه وسلم في الطواف يستهزئون به، يصفرون به ويصفقون، فنزلت: "وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ البَيْتِ إلاّ مُكاءً وَتَصْدِيَةً"...

وأما قوله: "فَذُوقُوا العَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ" فإنه يعني العذاب الذي وعدهم به بالسيف يوم بدر، يقول للمشركين الذين قالوا: "اللّهُمّ إنْ كانَ هَذَا هُوَ الحَقّ مِنْ عِنْدِكَ فَأمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السّماءِ..." حين أتاهم بما استعجلوه من العذاب: ذوقوا: أي اطعموا، وليس بذوق بفم، ولكنه ذوق بالحسّ، ووجود طعم ألمه بالقلوب. يقول لهم: فذوقوا العذاب بما كنتم تجحدون أن الله معذّبكم به على جحودكم توحيد ربكم ورسالة نبيكم صلى الله عليه وسلم... أي ما أوقع الله بهم يوم بدر من القتل والأسر.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

وقوله تعالى: (وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاءً وَتَصْدِيَةً) قال بعضهم: كان أحسن حالهم التي هم عليها في حال الصلاة. فإذا كانت صلاتهم مكاء وتصدية فكيف حالهم في غير الصلاة؟...

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

ومعنى الآية الإخبار من الله تعالى أنه لم تكن صلاة هؤلاء الكفار الصادين عن المسجد الحرام "إلا مكاء "لئلا يظن ظان أن مع كونهم مصلين ومستغفرين لا يعذبهم الله،...

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

... والذي مر بي من أمر العرب في غير ما ديوان أن المكاء والتصدية كانت من فعل العرب قديما قبل الإسلام على جهة التقرب به والتشرع، ورأيت عن بعض أقوياء العرب أنه كان يمكو على الصفا فيسمع من جبل حراء، وبينهما أربعة أميال، وعلى هذا يستقيم تعييرهم وتنقصهم بأن شرعهم وصلاتهم وعبادتهم لم تكن رهبة ولا رغبة، إنما كانت مُكاء وتصدية من نوع اللعب، ولكنهم كانوا يتزيدون فيها وقت النبي صلى الله عليه وسلم ليشغلوه وأمته عن القراءة والصلاة،...

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

...

. على قول ابن عباس: كان المكاء والتصدية نوع عبادة لهم، وعلى قول مجاهد ومقاتل، كان إيذاء للنبي صلى الله عليه وسلم. والأول أقرب لقوله تعالى: {وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية}.

فإن قيل: المكاء والتصدية ما كانا من جنس الصلاة فكيف يجوز استثناؤهما عن الصلاة؟

قلنا: فيه وجوه:

الأول: أنهم كانوا يعتقدون أن المكاء والتصدية من جنس الصلاة، فخرج هذا الاستثناء على حسب معتقدهم.

الثاني: أن هذا كقولك وددت الأمير جعل جفائي صلتي؛ أي أقام الجفاء مقام الصلة فكذا ههنا.

الثالث: الغرض منه أن من كان المكاء والتصدية صلاته فلا صلاة له، كما تقول العرب، ما لفلان عيب إلا السخاء. يريد من كان السخاء عيبه فلا عيب له. ثم قال تعالى: {فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون} أي عذاب السيف يوم بدر، وقيل: يقال لهم في الآخرة: {فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون}...

البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي 745 هـ :

لما نفي عنهم أن يكونوا ولاة البيت، ذكر من فعلهم القبيح ما يؤكد ذلك وأنّ من كانت صلاته ما ذكر لا يستأهل أن يكونوا أولياءه...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

لما كانوا يفعلون عند البيت ما ينزه البيت عنه مما هو غاية في الجهل، قال مبيناً لجهلهم واستحقاقهم للنكال وبعدهم عن استحقاق ولايته: {وما كان صلاتهم} أي التي ينبغي أن تكون مبنية على الخشوع، وزاد في التبشيع عليهم بقوله: {عند البيت} أي فعلهم الذي يعدونه صلاة أو يبدلونها به {إلا مكاء} أي صفيراً يشبه صفير الطير... {وتصدية} أي و تصفيقاً،...

محاسن التأويل للقاسمي 1332 هـ :

قال ابن عرفة وابن الأنباري: المكاء والتصدية ليسا بصلاة، ولكن الله تعالى أخبر أنهم جعلوا، مكان الصلاة التي أمروا بها، المكاء والتصدية؛ فألزمهم ذلك عظيم الأوزار...

تفسير المنار لرشيد رضا 1354 هـ :

ثم عطف على الحكم عليهم ما هو حجة على صحته وهو بيان حالهم في أفضل ما بني البيت لأجله وهو الصلاة، إذ كان سوء حالهم في الطواف عراة معروفا لا يجهله أحد، أو في العبادة الجامعة للطواف والصلاة فقال: {وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية}. من المعلوم أن البيت إذا أطلق معرفا انصرف عندهم إلى بيت الله المعروف بالكعبة والبيت الحرام، على القاعدة اللغوية في انصراف مثله إلى الأكمل في جنسه كالنجم للثريا وهي أعظم النجوم هداية. روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: كانت قريش تطوف بالبيت عراة تصفر وتصفق. وقال: المكاء: الصفير. والتصدية: التصفيق، وقال كان أحدهم يضع يده على الأخرى، ويصفر، وروي عنه أن الرجال والنساء منهم كانوا يطوفون عراة مشبكين بين أصابعهم يصفرون فيها ويصفقون... وذكر أن المكاء في الآية جار مجرى مكاء الطير في قلة الغناء... وقال في التصدية: كل صوت يجري مجرى الصدى في أن لا غناء فيه اه. وجملة القول أن صلاتهم وطوافهم كان من قبيل اللهو واللعب سواء عارضوا بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم في طوافه وخشوع صلاته وحسن تلاوته أم لا.

قال تعالى: {فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون} فسر الضحاك العذاب هنا بما كان من قتل المؤمنين لبعض كبرائهم وأسرهم لآخرين منهم يوم بدر أي وانهزام الباقين مكسورين مدحورين. وفيه إشارة إلى قولهم {أو ائتنا بعذاب أليم} كأنه يقول: فذوقوا العذاب الذي طلبتموه، وما كان لكم أن تستعجلوه.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

(وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون)

إنهم ليسوا أولياء لهذا البيت وإن كانوا يصلون عنده صلاتهم. فما هذه بصلاة! إنما كانت صفيراً بالأفواه وتصفيقاً بالأيدي، وهرجاً ومرجاً لا وقار فيه، ولا استشعار لحرمة البيت، ولا خشوع لهيبة الله.

عن ابن عمر -رضي الله عنه- أنه قال: إنهم كانوا يضعون خدودهم على الأرض، ويصفقون ويصفرون.

وإن هذا ليخطر بالبال صور العازفين المصفقين الصاخبين الممرغين خدودهم على الأعتاب والمقامات اليوم في كثير من البلاد التي يسمونها "بلاد المسلمين "! إنها الجاهلية تبرز في صورة من صورها الكثيرة. بعدما برزت في صورتها الواضحة الكبيرة: صورة ألوهية العبيد في الأرض، وحاكميتهم في حياة الناس.. وإذا وقعت هذه فكل صور الجاهلية الأخرى إنما هي تبع لها، وفرع منها!

(فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون)..

وهو ذلك العذاب الذي نزل بهم في بدر بأيدي العصبة المسلمة. فأما العذاب الذي طلبوه -عذاب الاستئصال المعروف- فهو مؤجل عنهم، رحمة من الله بهم، وإكراماً لنبيه صلى الله عليه وسلم ومقامه فيهم، عسى أن ينتهي بهم الأمر إلى التوبة والاستغفار مما هم فيه.

زهرة التفاسير - محمد أبو زهرة 1394 هـ :

{وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاء وَتَصْدِيَةً فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ}.

كانوا يصفرون ويصفقون، ويضعون خدودهم على الأرض، وهم على هذه الحال، ويسمون هذه الحال صلاة، فهي في حقيقتها ليست صلاة إبراهيم، ولا صلاة مطلقا، ولكنهم سموها صلاة، وعدوا أنفسهم بها مصلين، وتجاوزوا كل معقول، وعدوا أنفسهم أولياء البيت الحرام، وهم يصدون الناس عنه، ويتحكمون فيه، وفيمن يغدون إليه إجابة لدعوة إبراهيم من كل فج عميق.

يقول تعالى: {وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاء وَتَصْدِيَةً} أي ما كان دعاؤهم عند البيت أو ما كان ما يسمونه صلاة، سولتها لهم نفوسهم عند البيت، أي عند ذلك المكان المقدس الذي كان أول بيت وضعه الله للناس الذي قال الله تعالى فيه: {إن أول بيت وضع للناس ببكة مباركا وهدى للعالمين (96) فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا} (آل عمران 97)، إما كانت إلا مكاء وتصدية وذكر كلمة البيت، وأن هذه التي سموها صلاة كانت عنده، ليتبين عبثهم بهذا البيت المقدس، وليتبين عبثهم في هذا المكان الذي ادعوا أنهم أولياؤه... {فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ}.

وفي هذا الكلام التفات إليهم وتوجيه الخطاب لهم، لأن مخاطبتهم بالعقاب يجعله أوقع في النفوس وأدعى للرهبة، والفاء فاء الإفصاح؛ لأنها فاء تفصح عن شرط مقدر، إذ يكون الكلام تقديره: إذا كانت هذه صلاتهم وإذا كان هذا فسادهم، فذوقوا العذاب بسبب كفركم.