المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{وَءَامِنُواْ بِمَآ أَنزَلۡتُ مُصَدِّقٗا لِّمَا مَعَكُمۡ وَلَا تَكُونُوٓاْ أَوَّلَ كَافِرِۭ بِهِۦۖ وَلَا تَشۡتَرُواْ بِـَٔايَٰتِي ثَمَنٗا قَلِيلٗا وَإِيَّـٰيَ فَٱتَّقُونِ} (41)

41- وصدِّقوا بالقرآن الذي أنزلت مصدقا لما عندكم من كتاب وعلم من التوحيد وعبادة الله ، والعدل بين الناس ، ولا تسارعوا إلى جحود القرآن فتكونوا أول الكافرين به من حيث ينبغي أن تكونوا أول المؤمنين به ، ولا تتركوا آيات الله لتأخذوا عن ذلك عوضاً قليلاً زائلاً من متاع الحياة الدنيا ، وخُصّوني بالخوف فاتبعوا طريقي ، وأعرضوا عن الباطل .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَءَامِنُواْ بِمَآ أَنزَلۡتُ مُصَدِّقٗا لِّمَا مَعَكُمۡ وَلَا تَكُونُوٓاْ أَوَّلَ كَافِرِۭ بِهِۦۖ وَلَا تَشۡتَرُواْ بِـَٔايَٰتِي ثَمَنٗا قَلِيلٗا وَإِيَّـٰيَ فَٱتَّقُونِ} (41)

[ { مُصَدِّقًا } ماضيًا منصوبًا على الحال من { بِمَا } أي : بالذي أنزلت مصدقًا أو من الضمير المحذوف من قولهم : بما أنزلته مصدقًا ، ويجوز أن يكون مصدرًا من غير الفعل وهو قوله : { بِمَا أَنزلْتُ مُصَدِقًا } ] {[1631]} يعني به : القرآن الذي أنزله على محمد النبي الأمي العربي بشيرًا ونذيرًا وسراجًا منيرًا مشتملا على الحق من الله تعالى ، مصدقًا لما بين يديه من التوراة والإنجيل .

قال أبو العالية ، رحمه الله ، في قوله : { وَآمِنُوا بِمَا أَنزلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ } يقول : يا معشر أهل الكتاب آمنوا بما أنزلت مصدقًا لما معكم يقول : لأنهم يجدون محمدًا صلى الله عليه وسلم مكتوبًا عندهم في التوراة والإنجيل .

وروي عن مجاهد والربيع بن أنس وقتادة نحو ذلك .

وقوله : { وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ } [ قال بعض المفسرين : أول فريق كافر به ونحو ذلك ]{[1632]} . قال ابن عباس : { وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ } وعندكم فيه من العلم ما ليس عند غيركم .

وقال أبو العالية : يقول : { وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ [ كَافِرٍ بِهِ } أول ]{[1633]} من كفر بمحمد صلى الله عليه وسلم [ يعني من جنسكم أهل الكتاب بعد سماعهم بمحمد وبمبعثه ]{[1634]} .

وكذا قال الحسن ، والسدي ، والربيع بن أنس .

واختار ابن جرير أن الضمير في قوله : { بِهِ } عائد على القرآن ، الذي تقدم ذكره في قوله : { بِمَا أَنزلْتُ }

وكلا القولين صحيح ؛ لأنهما متلازمان ، لأن من كفر بالقرآن فقد كفر بمحمد صلى الله عليه وسلم ، ومن كفر بمحمد صلى الله عليه وسلم فقد كفر بالقرآن .

وأما قوله : { أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ } فيعني به أول من كفر به من بني إسرائيل ؛ لأنه قد تقدمهم من كفار قريش وغيرهم من العرب بَشر كثير ، وإنما المراد أول من كفر به من بني إسرائيل مباشرة ، فإن يهود المدينة أول بني إسرائيل خوطبوا بالقرآن ، فكفرهم به يستلزم أنهم أول من كفر به من جنسهم .

وقوله : { وَلا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلا } يقول : لا تعتاضوا عن الإيمان بآياتي وتصديق رسولي بالدنيا وشهواتها ، فإنها قليلة فانية ، كما قال عبد الله بن المبارك : أنبأنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، عن هارون بن زيد{[1635]} قال : سُئِل الحسن ، يعني البصري ، عن قوله تعالى : { ثَمَنًا قَلِيلا } قال : الثمن القليل الدنيا بحذافيرها .

وقال ابن لَهِيعة : حدثني عطاء بن دينار ، عن سعيد بن جبير ، في قوله : { وَلا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلا } وإن آياته : كتابه الذي أنزله{[1636]} إليهم ، وإن الثمن القليل : الدنيا وشهواتها .

وقال السدي : { وَلا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلا } يقول : لا تأخذوا طمعًا قليلا ولا تكتموا{[1637]} اسم الله لذلك الطمع وهو الثمن .

وقال أبو جعفر ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية في قوله تعالى : { وَلا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلا } يقول : لا تأخذوا عليه أجرًا . قال : وهو مكتوب عندهم في الكتاب الأول : يا ابن آدم عَلِّم مَجَّانا كما عُلِّمت مَجَّانا .

وقيل : معناه لا تعتاضوا عن البيان والإيضاح ونشر العلم النافع في الناس بالكتمان واللبس لتستمروا على رياستكم في الدنيا القليلة الحقيرة الزائلة عن قريب ، وفي سنن أبي داود عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من تعلم علمًا مما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضًا من الدنيا لم يرح رائحة الجنة يوم القيامة " {[1638]} وأما تعليم العلم بأجرة ، فإن كان قد تعين عليه فلا يجوز أن يأخذ عليه أجرة ، ويجوز أن يتناول من بيت المال ما يقوم به حاله وعياله ، فإن لم يحصل له منه شيء وقطعه التعليم عن التكسب ، فهو كما لم يتعين عليه ، وإذا لم يتعين عليه ، فإنه يجوز أن يأخذ عليه أجرة عند مالك والشافعي وأحمد وجمهور العلماء ، كما في صحيح البخاري عن أبي سعيد في قصة اللديغ : " إن أحق ما أخذتم عليه أجرًا كتاب الله " {[1639]} وقوله في قصة المخطوبة : " زوجتكها بما معك من القرآن " {[1640]} فأما حديث عبادة بن الصامت ، أنه علم رجلا من أهل الصفة شيئًا من القرآن فأهدى له قوسًا ، فسأل عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " إن أحببت أن تطوق بقوس من نار فاقبله " فتركه ، رواه أبو داود{[1641]} وروي مثله عن أبي بن كعب مرفوعًا{[1642]} فإن صح إسناده فهو محمول عند كثير من العلماء منهم : أبو عمر بن عبد البر على أنه لما علمه الله لم يجز بعد هذا أن يعتاض عن ثواب الله بذلك القوس ، فأما إذا كان من أول الأمر على التعليم بالأجرة فإنه يصح كما في حديث اللديغ وحديث سهل في المخطوبة ، والله أعلم .

{ وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ } قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو عمر الدوري ، حدثنا أبو إسماعيل المؤدب ، عن عاصم الأحول ، عن أبي العالية ، عن طلق بن حبيب ، قال : التقوى أن تعمل بطاعة الله رجاء رحمة الله على نور من الله ، والتقوى أن تترك معصية الله مخافة عذاب الله على نور من الله .

ومعنى قوله : { وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ } أنه تعالى يتوعدهم فيما يتعمدونه من كتمان الحق وإظهار خلافه{[1643]} ومخالفتهم الرسول ، صلوات الله وسلامه عليه .


[1631]:زيادة من جـ، ب، و.
[1632]:زيادة من جـ، ب، و.
[1633]:زيادة من جـ.
[1634]:في جـ، ط، ب، أ، و.
[1635]:في جـ، ط، ب، أ، و: "بن يزيد".
[1636]:في جـ: "آياته التي أنزل".
[1637]:في جـ، ب: "وتكتموا".
[1638]:سنن أبي داود برقم (3664).
[1639]:صحيح البخاري برقم (5007) وهذا اللفظ هو لفظ حديث ابن عباس.
[1640]:رواه البخاري في صحيحه برقم (5149) من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه.
[1641]:سنن أبي داود برقم (3416).
[1642]:رواه البيهقي في السنن الكبرى (6/125) من طريق عبد الرحمن بن أبي مسلم، عن عطية بن قيس، عن أبي بن كعب رضي الله عنه به مرفوعا، وهو منقطع.
[1643]:في أ: "وإظهاره الباطل".
 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَءَامِنُواْ بِمَآ أَنزَلۡتُ مُصَدِّقٗا لِّمَا مَعَكُمۡ وَلَا تَكُونُوٓاْ أَوَّلَ كَافِرِۭ بِهِۦۖ وَلَا تَشۡتَرُواْ بِـَٔايَٰتِي ثَمَنٗا قَلِيلٗا وَإِيَّـٰيَ فَٱتَّقُونِ} (41)

{ وآمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم } إفراد للإيمان بالأمر به والحث عليه لأنه المقصود والعمدة للوفاء بالعهود ، وتقييد المنزل بأنه مصدق لما معهم من الكتب الإلهية من حيث إنه نازل حسبما نعت فيها ، أو مطابق لها في القصص والمواعيد والدعاء إلى التوحيد والأمر بالعبادة والعدل بين الناس والنهي عن المعاصي والفواحش ، وفيما يخالفها من جزئيات الأحكام بسبب تفاوت الأعصار في المصالح من حيث إن كل واحدة منها حق بالإضافة إلى زمانها ، مراعى فيها صلاح من خوطب بها ، حتى لو نزل المتقدم في أيام المتأخر لنزل على وفقه ، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام : " لو كان موسى حيا لما وسعه إلا اتباعي " ، تنبيه على أن اتباعها لا ينافي الإيمان به ، بل يوجبه ولذلك عرض بقوله :

{ ولا تكونوا أول كافر به } بأن الواجب أن يكونوا أول من آمن به ، ولأنهم كانوا أهل النظر في معجزاته والعلم بشأنه والمستفتحين به والمبشرين بزمانه . و{ أول كافر به } وقع خبرا عن ضمير الجمع بتقدير : أول فريق أو فوج ، أو بتأويل لا يكن كل واحد منكم أول كافر به ، كقولك كسانا حلة فإن قيل كيف نهوا عن التقدم في الكفر وقد سبقهم مشركو العرب ؟ قلت المراد به التعريض لا الدلالة على ما نطق به الظاهر كقولك أما أنا فلست بجاهل أو لا تكونوا أول كافر به . من أهل الكتاب ، أو ممن كفر بما معه فإن من كفر بالقرآن فقد كفر بما يصدقه ، أو مثل من كفر من مشركي مكة . و{ أول } : أفعل لا فعل له ، وقيل : أصله أو أل من وأل ، فأبدلت همزته واوا تخفيفا غير قياسي أو أأول من آل فقلبت همزته واوا وأدغمت .

{ ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليل } ولا تستبدلوا بالإيمان بها والاتباع لها حظوظ الدنيا ، فإنها وإن جلت قليلة مسترذلة بالإضافة إلى ما يفوت عنكم من حظوظ الآخرة بترك الإيمان . قيل : كان لهم رياسة في قومهم ورسوم وهدايا منهم ، فخافوا عليها لو اتبعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاختاروها عليه . وقيل : كانوا يأخذون الرشى فيحرفون الحق ويكتمونه .

{ وإياي فاتقون } بالإيمان واتباع الحق والإعراض عن الدنيا . ولما كانت الآية السابقة مشتملة على ما هو كالمبادي لما في الآية الثانية ، فصلت بالرهبة التي هي مقدمة التقوى ، ولأن الخطاب بها عم العالم والمقلد . وأمرهم بالرهبة التي هي مبدأ السلوك ، والخطاب بالثانية لما خص أهل العلم ، أمرهم بالتقوى التي هي منتهاه .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَءَامِنُواْ بِمَآ أَنزَلۡتُ مُصَدِّقٗا لِّمَا مَعَكُمۡ وَلَا تَكُونُوٓاْ أَوَّلَ كَافِرِۭ بِهِۦۖ وَلَا تَشۡتَرُواْ بِـَٔايَٰتِي ثَمَنٗا قَلِيلٗا وَإِيَّـٰيَ فَٱتَّقُونِ} (41)

وَآَمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ ( 41 )

{ وآمنوا } معناه صدقوا ، و { مصدقاً } نصب على الحال من الضمير في { أنزلت }( {[533]} ) ، وقيل ما «والعامل فيه { آمنوا } وما أنزلت كناية عن القرآن ، و { لما معكم } يعني من التوراة وقوله تعالى : { ولا تكونوا أول كافر به } هذا من مفهوم الخطاب الذي : المذكور فيه والمسكوت عنه حكمهما واحد ، فالأول والثاني وغيرهما داخل في النهي( {[534]} ) ، ولكن حذروا البدار إلى الكفر به إذ على الأول كفل من فعل المقتدى به( {[535]} ) ، ونصب أول على خبر كان .

قال سيبويه : { أول } أفعل لا فعل له لاعتلال فائه وعينه » قال غير سيبويه : «هو أوأل من وأل إذا نجا( {[536]} ) ، خففت الهمزة وأبدلت واواً وأدغمت » .

وقيل : إنه من آل فهو أأول قلب فجاء وزنه أعفل ، وسهل وأبدل وأدغم ، ووحد كافر وهو بنية الجمع لأن أفعل إذا أضيف إلى اسم متصرف من فعل جاز إفراد ذلك الاسم ، والمراد به الجماعة( {[537]} ) .

قال الشاعر : [ الكامل ]

وإذا همُ طعموا فألأمُ طاعمٍ . . . وإذا همُ جاعوا فشرُّ جياع( {[538]} )

وسيبويه يرى أنها نكرة مختصرة من معرفة كأنه قال ولا تكونوا أول كافرين به( {[539]} ) وقيل معناه : ولا تكونوا أول فريق كافر به .

قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه : وقد كان كفر قبلهم كفار قريش ، فإنما معناه من أهل الكتاب ، إذ هم منظور إليهم في مثل هذا ، لأنهم حجة مظنون بهم علم ، واختلف في الضمير في { به } على من يعود ، فقيل على محمد عليه السلام ، وقيل على التوراة إذ تضمنها قوله : { لما معكم } .

قال القاضي أبو محمد رحمه الله : وعلى هذا القول( {[540]} ) يجيء { أول كافر به } مستقيماً على ظاهرة في الأولية ، وقيل الضمير في { به } عائد على القرآن ، إذ تضمنه قوله { بما أنزلت } .

واختلف المتأولون في الثمن الذي نهوا أن يشتروه بالآيات . فقالت طائفة : إن الأحبار كانوا يعلمون دينهم بالأجرة ، فنهوا عن ذلك وفي كتبهم : علم مجاناً كما علمت مجاناً أي باطلاً بغير أجرة .

وقال قوم : كانت للأحبار مأكلة يأكلونها على العلم كالراتب فنهوا عن ذلك .

وقال قوم : إن الأحبار أخذوا رشى على تغيير قصة محمد عليه السلام في التوراة ، ففي ذلك قال تعالى : { ولا تشتروا بآياتي ثمناً قليلاً }( {[541]} ) [ البقرة : 41 ، المائدة : 44 ] .

وقال قوم : معنى الآية ولا تشتروا بأوامري ونواهيَّ وآياتي ثمناً قليلاً ، يعني الدنيا ومدتها والعيش الذي هو نزر لا خطر له ، وقد تقدم نظير قوله { وإياي فاتقون }( {[542]} ) وبين { اتقون }( {[543]} ) و { ارهبون } فرق ، ان الرهبة مقرون بها وعيد بالغ .


[533]:- والتقدير: "بما أنزلته مصدقا لما معكم"، والعامل: أنزلت، ويجوز أن يكون من (ما)، والعامل (آمنو)، والتقدير: "آمنوا بالقرآن مصدقا لما معكم".
[534]:- يعني أن القصد ألا يكونوا أول كافر، ولا ثاني كافر، ولا آخر كافر، لأن النهي عن الشيء لا يكون دليلا على إباحة ضده وإنما حذروا البدارا إلى الكفر لما قرره المؤلف رحمه الله، وقد احتج بعض الناس بهذه الآية على أن دليل الخطاب ليس بحجة.
[535]:- قال الإمام القشيري رحمه الله: "لا تسنوا الكفر سنة، فإن وزر المبتدئين فيما يسنون أعظم من وزر المقتدين فيما يتبعون". والكفل في اللغة: يكون بمعنى النصيب – وبهذا يكون معنى العبادة: إذ على أول من كفر نصيب من إثم المقتدي به- لقوله صلى الله عليه وسلم: "ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها، ووزر من عمل بها... ألخ الحديث".
[536]:- أي طلب النجاة لأن وأل معناها: لجأ طلبا للنجاة.
[537]:- أفعل التفضيل إذا أضيفت إلى نكرة غير صفة فإنه يبقى مفردا مذكرا، والنكرة تطابق ما قبلها- وإذا أضيف إلى صفة وقد تقدم أفعل التتفضيل جمع جازت المطابقة، وجاز الإفراد كما قال الشاعر: وإذا هم طعموا فالأم طاعم وإذا هم جاعوا فشر جياع فأفرد أولا في (طاعم) وجمع ثانيا في (جياع). وإذا أفردت النكرة الصفة أولت على معنى الفعل نحو: (ولا تكونوا أول من كفر به) أو على حذف موصوف يدل على الجمع نحو: (ولا تكونوا أول كافر به) راجع "البحر المحيط" 1/177.
[538]:- البيت في "البحر المحيط" 1/177- وفي تفسير الطبري 1/199- ولم ينسب لقائل.
[539]:- مثل هذه النكرة عند سيبويه أصلها التعريف والجمع نحو: "ولا تكونوا أول الكافرين به" فوقع اختصارب التعريف، فكأنه قيل: "ولا تكونوا أول كافرين به"، ثم: "ولا تكونوا أول كافر به" بحذف بناء الجمع.
[540]:- أي الذي يقول: إن الضمير عائد على التوراة، أما القولان الآخران فمتلازمان.
[541]:- يدخل في حكم الآية من أخذ من المسلمين رشوة على إبطال حق أمر الله به، أو إثبات باطل نهى الله عنه، أو امتنع من تعليم ما علمه الله، وكتم البيان الذي أخذ الله عليه ميثاقه به فكل من فعل شيئا من ذلك فقد اشترى بآيات الله ثمنا قليلا، والله يقول: (وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم) وأجاز مالك والشافعي وأحمد رحمهم الله أخذ الأجرة على تعليم القرآن للحديث الصحيح: (إن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله) أخرجه البخاري. وهو نص يرفع الخلاف فينبغي أن يعول عليه، والمراد بالآية علماء بني إسرائيل، وشرع من قبلنا أهو شرع لنا أم لا؟ فيه خلاف.
[542]:- هو قوله تعالى: (وإياي فارهبون).
[543]:-الأحسن ألا يقيد (ارهبون واتقون) بشيء بل ذلك أمر بخوف الله واتقائه، فيكون المعني (ارهبون) إن لم تذكروا نعمتي ولم توفوا بعهدي، و(اتقون) إن لم تؤمنوا بما أنزلت، وإن اشتريتم بآياتي ثمنا قليلا، ويتعلق كل بما سيق قبله، والله أعلم.