قوله : ( مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُمْ ) [ 40 ] .
أي هذا القرآن يصدق التوراة والإنجيل لأن فيها الأمر باتباعحمد صلى الله عليه وسلم ، وكذلك في القرآن . فمن لم يتبعه فقد كفر بالجميع ؛ لأنهم يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل . وكذلك حكى الله عنهم ، فإذا جحدوا به فقد جحدوا ما هو مكتوب عندهم ، ومَن جحَد حرفاً واحداً من كتاب( {[1821]} ) الله فهو جاحد للجميع .
قوله : ( أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ ) [ 40 ] .
أي أول من كفر . وقيل : أول فريق كافر .
وقيل : معناه لا تسبوا الكفر وأنتم علماء فيُقتدى بكم .
وقيل : معناه : [ ولا تكونوا ]( {[1822]} ) أول من كفر به من أهل الكتاب ؛ يريد قريظة والنضير( {[1823]} ) خاصة ، لأنه قد كفر به المشركون قبل ذلك/ بمكة ، وليس نهيه أن تكونوا أول كافر يبيح( {[1824]} ) لهم أن يكونوا ثانياً أو ثالثاً فما بعده ، لأن النهي( {[1825]} ) عن الشيء لا يكون دليلاً على إباحة( {[1826]} ) أضداده . وذلك في الأمر جائز ، يكون الأمر بالشيء دليلاً عن( {[1827]} ) النهي عن أضداده .
والهاء في " به " تعود على محمد صلى الله عليه وسلم( {[1828]} ) .
وقيل : على كتابهم لأنهم إذا كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم ، فقد كفروا بكتابهم( {[1829]} ) .
وقيل : الهاء تعود على القرآن لأنه جرى ذكره في أول الآية ، ولم يجر( {[1830]} ) ذكر محمد صلى الله عليه وسلم ولا التوراة والإنجيل( {[1831]} ) باللفظ ، ولكن( {[1832]} ) جرى ذلك بالمعنى في قوله : ( لِّمَا مَعَكُمْ )( {[1833]} ) .
وقيل : إن هذا خطاب لقريظة والنضير لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم عليهم فعصوه فكانوا أول من كفر( {[1834]} ) به من اليهود .
قوله : ( وَلاَ تَشْتَرُوا بِئَايَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً ) [ 40 ] .
كان لأشراف اليهود مأكلة يأكلونها من أموال الناس كل عام على الدين فخشوا أن( {[1835]} ) يؤمنوا فتذهب مأكلتهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.