وقوله : { وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَنا قَلِيلاً . . . }
وكل ما كان في القرآن من هذا قد نُصِبَ فيه الثَّمَنُ وأدخلت الباء في المبيوع أو المشترىَ ، فإن ذلك أكثر ما يأتي في الشيئين لا يكونان ثَمَنا معلوما مثل الدنانير والدراهم ؛ فمن ذلك : اشتريتُ ثوبا بكساء ؛ أيَّهما شئتَ تجعلْه ثَمَنا لصاحبه ؛ لأنه ليس من الأثمان ، وما كان ليس من الأثمان مثل الرقيق والدُّور وجميع العُروض فهو على هذا . فإن جئت إلى الدراهم والدنانير وضعتَ الباء في الثَّمن ، كما قال في سورة يوسف : { وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ } ؛ لأن الدراهم ثمنٌ أبدا ، والباء إنما تدخل في الأثمان ، فذلك قوله : { اشْتَرَوْا بآيَاتِ اللّهِ ثَمَنا قَلِيلاً } ، { اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ } ، { اشتروا الضلالة بالهدى } { والعذاب بالمغفرة } ، فأدخِل الباء في أي هذين شئتَ حتى تصير إلى الدنانير والدراهم فإنك تُدخل الباء فيهن مع العُروض ، فإذا اشتريتَ أحدهما [ يعني الدنانير والدراهم ] بصاحبه أدخلت الباء على أيِّهما شئت ؛ لأن كل واحد منهما في هذا الموضع بيعٌ وثمنٌ ، فإن أحببت أن تعرف فرق ما بين العُروض وبين الدراهم ، فإنك تعلم أن من اشترى عبدا بألفِ درهم معلومة ، ثم وَجد به عيبا فردّه لم يكن له على البائع أن يأخذ ألفه بعينه ، ولكن ألفا . ولو اشترى عبدا بجارية ثم وجد به عيبا لم يرجع بجارية أخرى مثلها ، فذلك دليل على أن العُروض ليست بأثمان .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.