ثم قال : { وَآمِنُواْ بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدّقًا لّمَا مَعَكُمْ } ، أي صدقوا بهذا القرآن الذي أنزلت على محمد صلى الله عليه وسلم مصدقاً أي موافقاً لما معكم ، من التوحيد . وفي بعض الشرائع أنزلت يعني التوراة والإنجيل { وَلاَ تَكُونُواْ أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ } ، يعني أول من يكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم ويقال : { بِهِ } يعني بالقرآن . وإنما يريد بني قريظة والنضير . فإن قيل : ما معنى قوله تعالى : { وَلاَ تَكُونُواْ أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ } وقد كفر به قبلهم مشركو العرب ، قيل له : معناه { وَلاَ تَكُونُواْ أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ } في وقت هذا الخطاب . ويقال : إن أحبار اليهود كان لهم أتباع ، فلو أسلموا أسلم أتباعهم ولو كفروا كفر أتباعهم كلهم ، فهذا معنى قوله { وَلاَ تَكُونُواْ أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ } من قومكم . { وَلاَ تَشْتَرُواْ بآياتي ثَمَنًا قَلِيلاً } أي بكتمان صفة محمد صلى الله عليه وسلم عرضاً يسيراً ، لأنهم كانوا عرفوا صفة محمد صلى الله عليه وسلم وكانت لهم مأكلة ووظائف من سفلة اليهود ، وكانت لهم رئاسة ، فكانوا يخافون أن تذهب وظائفهم ورئاستهم ؛ فقال : { وَلاَ تَشْتَرُواْ بآياتي ثَمَنًا قَلِيلاً } أي عرض الدنيا وإنما سماه { قليلاً } ، لأن الدنيا كلها قليل . ثم خوفهم فقال : { وإياي فاتقون } في صفة محمد صلى الله عليه وسلم فمن جحد به أدخلته النار .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.