قُلْ إنّ رَبّي يَبْسُطُ الرّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ
يقول تعالى ذكره : قل يا محمد إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء من خَلْقه ، فيوسعه عليه تكرمة له وغير تكرمة ، ويَقْدِر على من يشاء منهم فيضيقه ويقتره إهانة له وغير إهانة ، بل مِحنة واختبارا وَما أنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ يقول : وما أنفقتم أيها الناس من نفقة في طاعة الله ، فإن الله يخلفها عليكم . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا يحيى ، قال : حدثنا سفيان ، عن المنهال بن عمرو ، عن سعيد بن جُبَير وَما أنْفَقْتُمْ منْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ قال : ما كان في غير إسراف ولا تقتير .
وقوله : وَهُوَ خَيْرُ الرّازِقِينَ يقول : وهو خير من قيل إنه يَرْزُق ووُصِف به ، وذلك أنه قد يوصف بذلك من دونه ، فيقال : فلان يَرزُق أهله وعياله .
ثم وعد بالخلف في ذلك وهو بشرط الاقتصاد والنية في الطاعة ودفع المضرات وعد منجز إما في الدنيا وإما في الآخرة ، وروى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : «قال الله لي أنفق أُنفق عليك »{[9667]} وفي البخاري أن ملكاً ينادي كل يوم اللهم أعط منفقاً خلفاً ، ويقول ملك آخر : اللهم أعط ممسكاً تلفاً{[9668]} ، وقال مجاهد المعنى إن كان خلف فهو موليه وميسره ، وقد لا يكون الخلف ، وأما قوله { خير الرازقين } فمن حيث يقال في الإنسان إنه يرزق عياله ، والأمير جنده ، لكن ذلك من مال يملك عليهم والله تعالى من خزائن لا تفنى{[9669]} ومن إخراج من عدم إلى وجود ، وقرأ الأعمش «ويُقدّر » بضم الياء وشد الدال .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.