جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{قُلۡ إِنَّ رَبِّي يَبۡسُطُ ٱلرِّزۡقَ لِمَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦ وَيَقۡدِرُ لَهُۥۚ وَمَآ أَنفَقۡتُم مِّن شَيۡءٖ فَهُوَ يُخۡلِفُهُۥۖ وَهُوَ خَيۡرُ ٱلرَّـٰزِقِينَ} (39)

{ قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده } : يوسع عليه تارة ، { ويقدر له } : تارة{[4167]} أخرى ، { وما أنفقتم من شيء } : في رضى الله ، { فهو يخلفه{[4168]} } يعوضه في الدارين أو في أحدهما ، { وهو خير الرازقين{[4169]} } فإنه هو رازق بلا غرض وعوض ، بل هو الرازق وحده والغير وسط في الإيصال ،


[4167]:بحسب المصلحة، فهذا في شخص واحد باعتبار وقتين وما سبق في شخصين كذا قيل / 12 وجيز.
[4168]:والظاهر أن مساق قل إن ربي في المؤمنين سيما مع قوله وما أنفقتم، فهذا مقام الوعظ والتزهيد بخلاف الأول وعلى هذا زاد هاهنا من عباده المناسب الإخلاف في الآخرة كما قال مجاهد ولا بعد أن يعوضه في الدنيا إما بالمال أو بالقناعة، فهي كنز لا ينفذ / 12 وجيز.
[4169]:ولما مر مرارا أن ليبس للملائكة شفاعتهم، ولكن الأنبياء لا ينكرون قرب بعض الملائكة فربما طرأ لبعض أذهان الجهلة أنهم متفقون معنا، في قربهم، ونحن نعبدهم، فكيف لا يشفعوننا، فأقنط المشركون ووبخهم فقال: {ويوم يحشرهم جميعا} الآية:12.