فأرسل اللّه لوطا إلى قومه ، وكانوا مع شركهم ، قد جمعوا بين فعل الفاحشة في الذكور ، وتقطيع السبيل ، وفشو المنكرات في مجالسهم ، فنصحهم لوط عن هذه الأمور ، وبيَّن لهم قبائحها في نفسها ، وما تئول إليه من العقوبة البليغة ، فلم يرعووا ولم يذكروا . { فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ }
فأيس منهم نبيهم ، وعلم استحقاقهم العذاب ، وجزع من شدة تكذيبهم له ، فدعا عليهم و
يأتون الرجال . وهي فاحشة شاذة قذرة تدل على انحراف الفطرة وفسادها من أعماقها . فالفطرة قد تفسد بتجاوز حد الاعتدال والطهارة مع المرأة ، فتكون هذه الجريمة فاحشة ، ولكنها داخلة في نطاق الفطرة ومنطقها . فأما ذلك الشذوذ الآخر فهو انخلاع من فطرة الأحياء جميعا . وفساد في التركيب النفسي والتركيب العضوي سواء . فقد جعل الله لذة المباشرة الجنسية بين الزوجين متناسقة مع خط الحياة الأكبر ، وامتداده بالنسل الذي ينشأ عن هذه المباشرة . وجهز كيان كل من الزوجين بالإستعداد للإلتذاذ بهذه المباشرة ، نفسيا وعضويا ، وفقا لذلك التناسق ، فأما المباشرة الشاذة فلا هدف لها ، ولم يجهز الله الفطرة بالتذاذها تبعا لانعدام الهدف منها . فإذا وجد فيها أحد لذة فمعنى هذا أنه انسلخ نهائيا من خط الفطرة ، وعاد مسخا لا يرتبط بخط الحياة !
ويقطعون السبيل ، فينهبون المال ، ويروعون المارة ، ويعتدون على الرجال بالفاحشة كرها . وهي خطوة أبعد في الفاحشة الأولى ، إلى جانب السلب والنهب والإفساد في الأرض . .
ويأتون في ناديهم المنكر . يأتونه جهارا وفي شكل جماعي متفق عليه ، لا يخجل بعضهم من بعض . وهي درجة أبعد في الفحش ، وفساد الفطرة ، والتبجح بالرذيلة إلى حد لا يرجى معه صلاح !
والقصة هنا مختصرة ، وظاهر أن لوطا أمرهم في أول الأمر ونهاهم بالحسنى ؛ وأنهم أصروا على ما هم فيه ، فخوفهم عذاب الله ، وجبههم بشناعة جرائمهم الكبرى :
( فما كان جواب قومه إلا أن قالوا : ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين ) . .
فهو التبجح في وجه الإنذار ، والتحدي المصحوب بالتكذيب ، والشرود الذي لا تنتظر منه أوبة .
{ أئنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل } وتتعرضون للسابلة بالقتل وأخذ المال أو بالفاحشة حتى انقطعت الطرق ، أو تقطعون سبيل النسل بالإعراض عن الحرث وإتيان ما ليس بحرث { وتأتون في ناديكم } في مجالسكم الغاصة بأهلها ولا يقال النادي إلا لما فيه أهله . { المنكر } كالجماع والضراط وحل الإزار وغيرها من القبائح عدم مبالاة بها . وقيل الخذف ورمي البنادق . { فما كان جواب قومه إلا أن قالوا ائتنا بعذاب الله أن كنت من الصادقين } في استقباح ذلك أو في دعوى النبوة المفهومة من التوبيخ .
تقدم القوم في القرآن في { أئنكم } ، واختلف الناس في قطع السبيل المشار إليه ها هنا ، فقالت فرقة : كان قطع الطريق بالسلب فاشياً فيهم ، وقال ابن زيد : كانوا يقطعون الطرق على الناس لطلب الفاحشة فكانوا يخيفون ، وقالت فرقة : بل أراد قطع سبيل النسل في ترك النساء وإتيان الرجال ، وقالت فرقة : أراد أنهم لقبح الأحدوثة عنهم يقطعون سبل الناس عن قصدهم في التجارات وغيرها ، و «النادي » المجلس الذي يجتمع فيه الناس وهو اسم جنس لأن الأندية في المدن كثيرة فكأنه قال وتأتون في اجتماعكم حيث اجتمعتم .
واختلف الناس في { المنكر } ، فقالت فرقة كانوا يحذفون{[9243]} الناس بالحصباء ويستخفون بالغريب والخاطر عليهم وروته أم هاني عن النبي صلى الله عليه وسلم{[9244]} وكانت حلقهم مهملة لا يربطهم دين ولا مروءة ، وقال مجاهد ومنصور : كانوا يأتون الرجال في مجالسهم وبعضهم يرى بعضاً ، وقال القاسم بن محمد : منكرهم أنهم كانوا يتفاعلون في مجالسهم ، ذكره الزهراوي ، وقال ابن عباس كانوا يتضارطون ويتصافعون في مجالسهم ، وقال مجاهد أيضاً : كان أمرهم لعب الحمام وتطريف الأصابع بالحناء والصفير والحذف ونبذ الحياء في جميع أمورهم وقد توجد هذه الأمور في بعض عصاة أمة محمد صلى الله عليه وسلم فالتناهي واجب ، فلما وقفهم لوط على هذه القبائح رجعوا إلى التكذيب واللجاج فقالوا { ائتنا } بالعذاب ، أي أن ذلك لا يكون ولا تقدر عليه ، وهم لم يقولوا هذا إلا وهم مصممون على اعتقاد كذبه{[9245]} ، وليس يصح في الفطرة أن يكون معاند يقول هذا .
{ أئنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل وتأتون في ناديكم المنكر }
وجملة { أينكم لتأتون الرجال } الخ بدل اشتمال من مضمون جملة { لتأتون الفاحشة } ، باعتبار ما عطف
على جملة { أئنكم لتأتون الرجال } من قوله { وتقطعون السبيل } الخ لأن قطع السبيل وإتيان المنكر في ناديهم مما يشتمل عليه إتيان الفاحشة .
وأدخل استفهام الإنكار على جميع التفصيل وأعيد حرف التأكيد لتتطابق جملة البدل مع الجملة المبدل منها لأنها الجزء الأول من هذه الجملة المبدلة عند قطع النظر عما عطف عليها تكون من الجملة المبدل منها بمنزلة البدل المطابق .
وقطع السبيل : قطع الطريق ، أي التصدي للمارين فيه بأخذ أموالهم أو قتل أنفسهم أو إكراههم على الفاحشة . وكان قوم لوط يقعدون بالطرق ليأخذوا من المارة من يختارونه .
فقطع السبيل فساد في ذاته وهو أفسد في هذا المقصد . وأما إتيان المنكر في ناديهم فإنهم جعلوا ناديهم للحديث في ذكر هذه الفاحشة والاستعداد لها ومقدماتها كالتغازل برمي الحصى اقتراعاً بينهم على من يرومونه ، والتظاهر بتزيين الفاحشة زيادة في فسادها وقبحها لأنه معين على نبذ التستر منها ومعين على شيوعها في الناس .
وفي قوله { ما سبقكم بها من أحد من العالمين } تشديد في الإنكار عليهم في أنهم الذين سنوا هذه الفاحشة السيئة للناس وكانت لا تخطر لأحد ببال ، وإن كثيراً من المفاسد تكون الناس في غفلة عن ارتكابها لعدم الاعتياد بها حتى إذا أقدم أحد على فعلها وشوهد ذلك منه تنبهت الأذهان إليها وتعلقت الشهوات بها .
والنادي : المكان الذي ينتدي فيه الناس ، أي يجتمعون نهاراً للمحادثة والمشاورة وهو مشتق من النَدْو بوزن العفو وهو الاجتماع نهاراً . وأما مكان الاجتماع ليلاً فهو السامر ، ولا يقال للمجلس ناد إلا ما دام فيه أهله فإذا قاموا عنه لم يسم نادياً .
{ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ ائتنا بِعَذَابِ الله إِن كُنتَ من الصادقين }
الكلام فيه كالقول في نظيره المتقدم آنفاً في قوله { فما كان جواب قومه إلا أن قالوا اقتلوه } [ العنكبوت : 24 ] الآية ، والأمر في { ائتنا بعذاب الله } للتعجيز وهو يقتضي أنه أنذرهم العذاب في أثناء دعوته . ولم يتقدم ذكر ذلك في قصة لوط فيما مضى لكن الإنذار من شؤون دعوة الرسل .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
{أئنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل}، يعني: المسافر، وذلك أنهم إذا جلسوا في ناديهم، يعني في مجالسهم رموا ابن السبيل بالحجارة والخذف، فيقطعون سبيل المسافر، فذلك قوله عز وجل: {وتأتون في ناديكم المنكر} يعني في مجالسكم المنكر، يعني الحذف بالحجارة.
{فما كان جواب قومه}، أي قوم لوط، عليه السلام، حين نهاهم عن الفاحشة والمنكر، {إلا أن قالوا} للوط، عليه السلام، {ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين} يعني بأن العذاب نازل بهم في الدنيا.
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل لوط لقومه "أئِنّكُمْ "أيها القوم "لَتأْتُونَ الرّجالَ" في أدبارهم "وَتَقْطَعُونَ السّبِيلَ" يقول: وتقطعون المسافرين عليكم بفعلكم الخبيث، وذلك أنهم -فيما ذُكر عَنْهم- كانوا يفعلون ذلك بمن مرّ عليهم من المسافرين، من ورد بلادهم من الغرباء...
وقوله: "وَتأتُونَ فِي نادِيكُمُ المُنْكَرَ" اختلف أهل التأويل في المنكر الذي عناه الله، الذي كان هؤلاء القوم يأتونه في ناديهم؛
فقال بعضهم: كان ذلك أنهم كانوا يتضارطُون في مجالسهم... وقال آخرون: بل كان ذلك أنهم كانوا يخذفون من مر بهم...
حدثنا أبو كُرَيب وابن وكيع قالا: حدثنا أبو أسامة، عن حاتم بن أبي صغيرة، عن سماك بن حرب، عن أبي صالح، عن أمّ هانئ، قالت: سألت النبيّ صلى الله عليه وسلم عن قوله "وتَأْتُونَ فِي نادِيكُمُ المُنْكَرَ" قالَ: «كانُوا يَخْذِفُونَ أهْلَ الطّرِيقِ وَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ» فهو المنكر الذي كانوا يأتون...
وقال بعضهم: بل كان ذلك إتيانهم الفاحشة في مجالسهم...
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: معناه: وتحذفون في مجالسكم المارّة بكم، وتسخَرون منهم لما ذكرنا من الرواية بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقوله: "فَمَا كانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إلاّ أنْ قالُوا ائْتِنا بعَذَابِ اللّهِ إنْ كُنْتَ مِنَ الصّادِقِينَ" يقول تعالى ذكره: فلم يكن جواب قوم لُوط إذ نهاهم عما يكرهه الله من إتيان الفواحش التي حرمها الله إلا قَيلهم: ائتنا بعذاب الله الذي تعدنا، إن كنت من الصادقين فيما تقول، والمنجزين لما تعد.
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
يخبر عن سوء صنيعهم في كل حال وكل وقت؛ يقول: إنكم تعملون الفواحش والمناكير في كل: في الطريق والمجلس وفي المنزل...
{فما كان جواب قومه إلا أن قالوا ائتنا بعذاب الله} وقوله في موضع آخر {إلا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم} [الأعراف: 82] وقوله في موضع آخر {لتكونن من المخرجين} [الشعراء: 167] هذه الآيات في الظاهر بعضها مخالف لبعض لأنه يقول في بعضها: {فما كان جواب قومه إلا أن قالوا ائتنا بعذاب الله} وفي بعضها {فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم} [النمل: 56] فهو يخرج على وجوه: أحدها: أن يكون قوله {إلا أن قالوا أخرجوهم} وقوله: {أخرجوا آل لوط} إنما ذلك في ما بينهم: يقول بعضهم لبعض: أخرجوهم، وقوله: {ائتنا بعذاب الله} إنما قالوا ذلك للوط. فإذا كان كذلك فليس في الظاهر فيه خلاف. والثاني: أن يكون قوله {فما كان جواب قومه} في مشهد وفي وقت إلا كذا، وقد كان منهم أجوبة أخرى سواه في غير ذلك المشهد وفي غير ذلك الوقت. الثالث: أن يكون قوله: {فما كان} آخر جواب قومه وحاصله {إلا أن قالوا ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين} بنزول العذاب علينا، إنما قالوا ذلك له استهزاء وتكذيبا...
الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :
... وقطع السبيل: عمل قطاع الطريق، من قتل الأنفس وأخذ الأموال. وقيل: اعتراضهم السابلة بالفاحشة. وعن الحسن: قطع النسل بإتيان ما ليس بحرث. و {المنكر}...
وقيل: المجاهرة في ناديهم بذلك العمل، وكل معصية فإظهارها أقبح من سترها، ولذلك جاء: من خرق جلباب الحياء فلا غيبة له.
زاد المسير في علم التفسير لابن الجوزي 597 هـ :
هذه الآية تدل على أنه لا ينبغي للمجتمعين أن يتعاشروا إلا على ما يقرب من الله عز وجل، ولا ينبغي أن يجتمعوا على الهزء واللعب.
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
ثم كرر الإنكار تأكيداً لتجاوز قبحها الذي ينكرونه فقال: {أئنكم لتأتون الرجال} إتيان الشهوة، وعطف عليها ما ضموه إليها من المناكر، بياناً لاستحقاق الذم من وجوه، فأوجب حالهم ظن أنهم وصلوا من الخبث إلى حد لا مطمع في الرجوع عنه مع ملازمته لدعائهم من غير ملل ولا ضجر، فقال {وتقطعون السبيل} أي بأذى الجلابين والمارة.
ولما خص هذين الفسادين، عم دالاً على المجاهرة فقال: {وتأتون في ناديكم} أي المكان الذي تجلسون فيه للتحدث بحيث يسمع بعضكم نداء بعض من مجلس المؤانسة، وهو ناد ما دام القوم فيه، فإذا قاموا عنه لم يسم بذلك {المنكر} أي هذا الجنس، وهو ما تنكره الشرائع والمروءات والعقول، ولا تتحاشون عن شيء منه في المجتمع الذي يتحاشى فيه الإنسان من فعل خلاف الأولى، من غير أن يستحي بعضكم من بعض؛ ودل على عنادهم بقوله مسبباً عن هذه النصائح بالنهي عن تلك الفضائح: {فما كان جواب قومه} أي الذين فيهم قوة ونجدة بحيث يخشى شرهم، ويتقي أذاهم وضرهم، لما أنكر عليهم ما أنكر {إلا أن قالوا} عناداً وجهلاً واستهزاء: {ائتنا بعذاب الله} وعبروا بالاسم الأعظم زيادة في الجرأة. ولما كان الإنكار ملزوماً للوعيد بأمر ضار قالوا: {إن كنت} أي كوناً متمكناً {من الصادقين} أي في وعيدك وإرسالك، إلهاباً وتهييجاً.
في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :
يأتون الرجال. وهي فاحشة شاذة قذرة تدل على انحراف الفطرة وفسادها من أعماقها. فالفطرة قد تفسد بتجاوز حد الاعتدال والطهارة مع المرأة، فتكون هذه الجريمة فاحشة، ولكنها داخلة في نطاق الفطرة ومنطقها. فأما ذلك الشذوذ الآخر فهو انخلاع من فطرة الأحياء جميعا. وفساد في التركيب النفسي والتركيب العضوي سواء. فقد جعل الله لذة المباشرة الجنسية بين الزوجين متناسقة مع خط الحياة الأكبر، وامتداده بالنسل الذي ينشأ عن هذه المباشرة. وجهز كيان كل من الزوجين بالإستعداد للالتذاذ بهذه المباشرة، نفسيا وعضويا، وفقا لذلك التناسق، فأما المباشرة الشاذة فلا هدف لها، ولم يجهز الله الفطرة بالتذاذها تبعا لانعدام الهدف منها. فإذا وجد فيها أحد لذة فمعنى هذا أنه انسلخ نهائيا من خط الفطرة، وعاد مسخا لا يرتبط بخط الحياة!...
ويقطعون السبيل، فينهبون المال، ويروعون المارة، ويعتدون على الرجال بالفاحشة كرها. وهي خطوة أبعد في الفاحشة الأولى، إلى جانب السلب والنهب والإفساد في الأرض.. ويأتون في ناديهم المنكر. يأتونه جهارا وفي شكل جماعي متفق عليه، لا يخجل بعضهم من بعض. وهي درجة أبعد في الفحش، وفساد الفطرة، والتبجح بالرذيلة إلى حد لا يرجى معه صلاح! والقصة هنا مختصرة، وظاهر أن لوطا أمرهم في أول الأمر ونهاهم بالحسنى؛ وأنهم أصروا على ما هم فيه، فخوفهم عذاب الله، وجبههم بشناعة جرائمهم الكبرى:
(فما كان جواب قومه إلا أن قالوا: ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين).
فهو التبجح في وجه الإنذار، والتحدي المصحوب بالتكذيب، والشرود الذي لا تنتظر منه أوبة.
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
... {ما سبقكم بها من أحد من العالمين} تشديد في الإنكار عليهم في أنهم الذين سنوا هذه الفاحشة السيئة للناس وكانت لا تخطر لأحد ببال، وإن كثيراً من المفاسد تكون الناس في غفلة عن ارتكابها لعدم الاعتياد بها حتى إذا أقدم أحد على فعلها وشوهد ذلك منه تنبهت الأذهان إليها وتعلقت الشهوات بها.