المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ طَرَفَيِ ٱلنَّهَارِ وَزُلَفٗا مِّنَ ٱلَّيۡلِۚ إِنَّ ٱلۡحَسَنَٰتِ يُذۡهِبۡنَ ٱلسَّيِّـَٔاتِۚ ذَٰلِكَ ذِكۡرَىٰ لِلذَّـٰكِرِينَ} (114)

114- وأدِّ الصلاة - أيها النبي - على أتم وجه في طرفي النهار ، وفي أوقات متفرقة من الليل ، فإنها تطهر النفوس فتتغلب على نزعة الشر ، وتمحو آثار السيئات التي قَلّما يخلو منها البشر ، ذلك الذي أُمِرت به - أيها النبي - من الإرشاد للخير عظة ينتفع بها المستعدون لقبولها ، الذين يذكرون ربهم ولا ينسونه .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ طَرَفَيِ ٱلنَّهَارِ وَزُلَفٗا مِّنَ ٱلَّيۡلِۚ إِنَّ ٱلۡحَسَنَٰتِ يُذۡهِبۡنَ ٱلسَّيِّـَٔاتِۚ ذَٰلِكَ ذِكۡرَىٰ لِلذَّـٰكِرِينَ} (114)

{ 114 - 115 ْ } { وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ * وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ْ }

يأمر تعالى بإقامة الصلاة كاملة { طَرَفَيِ النَّهَارِ ْ } أي : أوله وآخره ، ويدخل في هذا ، صلاة الفجر ، وصلاتا الظهر والعصر ، { وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ ْ } ويدخل في ذلك ، صلاة المغرب والعشاء ، ويتناول ذلك قيام الليل ، فإنها مما تزلف العبد ، وتقربه إلى الله تعالى .

{ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ْ } أي : فهذه الصلوات الخمس ، وما ألحق بها من التطوعات من أكبر الحسنات ، وهي : مع أنها حسنات تقرب إلى الله ، وتوجب الثواب ، فإنها تذهب السيئات وتمحوها ، والمراد بذلك : الصغائر ، كما قيدتها الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، مثل قوله : " الصلوات الخمس ، والجمعة إلى الجمعة ، ورمضان إلى رمضان ، مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر " ، بل كما قيدتها الآية التي في سورة النساء ، وهي قوله تعالى : { إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا ْ }

ذلك لعل الإشارة ، لكل ما تقدم ، من لزوم الاستقامة على الصراط المستقيم ، وعدم مجاوزته وتعديه ، وعدم الركون إلى الذين ظلموا ، والأمر بإقامة الصلاة ، وبيان أن الحسنات يذهبن السيئات ، الجميع { ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ْ } يفهمون بها ما أمرهم الله به ، ونهاهم عنه ، ويمتثلون لتلك الأوامر الحسنة المثمرة للخيرات ، الدافعة للشرور والسيئات ، ولكن تلك الأمور ، تحتاج إلى مجاهدة النفس ، والصبر عليها ، ولهذا قال : { وَاصْبِرْ ْ }

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ طَرَفَيِ ٱلنَّهَارِ وَزُلَفٗا مِّنَ ٱلَّيۡلِۚ إِنَّ ٱلۡحَسَنَٰتِ يُذۡهِبۡنَ ٱلسَّيِّـَٔاتِۚ ذَٰلِكَ ذِكۡرَىٰ لِلذَّـٰكِرِينَ} (114)

ثم أرشد - سبحانه - عباده المؤمنين إلى ما يعينهم إلى ما يعينهم على الاستقامة وعلى عدم الركون إلى الظالمين ، فقال : { وَأَقِمِ الصلاة طَرَفَيِ النهار وَزُلَفاً مِّنَ الليل إِنَّ الحسنات يُذْهِبْنَ السيئات ذلك ذكرى لِلذَّاكِرِينَ } .

والمراد بإقامتها الإِتيان بها فى أوقاتها كاملة الأركان والخشوع والإِخلاص لله رب العالمين .

والمراد بالصلاة هنا : الصلاة المفروضة .

قال القرطبى : لم يختلف أحد من أهل التأويل فى أن الصلاة فى هذه الآية ، المراد بها الصلوات المفروضة . وخصها بالذكر لأنها ثانية أركان الإِسلام ، وإليها يفزع فى النوائب ، وكان النبى - صلى الله عليه وسلم - " إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة " .

وطرفى النهار : أى أول النهار وآخره ، لأن طرف الشئ منتهاه من أوله أو من آخره .

والنهار : يتناول ما بين مطلع الفجر إلى غروب الشمس . سمى بذلك لأن الضياء ينهر فيه أى يبرز كما يبرز النهر .

والصلاة التى تكون فى هذين الوقتين ، تشمل صلاة الغداة وهى صلاة الصبح ، وصلاة العشى وهى صلاة الظهر والعصر ، لأن لفظ العشى يكون من الزوال إلى الغروب .

وقيل الصلاة التى تكون فى هذين الوقتين هى صلاة الصبح والمغرب .

وقوله { وَزُلَفاً مِّنَ الليل } معطوف على طرفى النهار .

والزلف جمع زلفه كغرف وغرفة - والمراد بها الساعات القريبة من آخر النهار ، إذا الإِزلاف معناه القرب ومنه قوله - تعالى - { وَأُزْلِفَتِ الجنة لِلْمُتَّقِينَ . . . } أى : قربت منهم . وتقول أزلفنى فلان منه : أى قربنى .

فمعنى { وَزُلَفاً مِّنَ الليل } يعنى صلاة المغرب والعشاء . قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " هما زلفتا الليل : المغرب والعشاء " .

ويحتمل أن تكون هذه الآية نزلت قبل فرض الصلوات الخمس ليلة الإِسراء ، فإنه إنما كان يجب من الصلاة صلاتان : صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها ، وفى أثناء الليل قيام عليه وعلى الأمة ، ثم نسخ فى حق الأمة ، وثبت وجوبه عليه ، ثم نسخ عنه أيضا فى قول .

وجملة { إِنَّ الحسنات يُذْهِبْنَ السيئات } مسوقة مساق التعليل للأمر بإقامة الصلاة ، وأكدت بحرف { إن } للاهتمام وتحقيق الخبر ، والحسنات صفة لموصوف محذوف ، وكذلك السيئات .

والمعنى : إن الأعمال الحسنة - كالصلاة والزكاة والصيام والحج ، والاستغفار . . يذهبن الأعمال السيئات ، أى يذهبن المؤاخذة عليها ، ويذهبن الاتجاه إليها ببركة المواظبة على الأعمال الحسنة .

والمراد بالسيئات هنا صغار الذنوب ، لقوله - تعالى - { إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُّدْخَلاً كَرِيماً } ولقوله - تعالى - { الذين يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإثم والفواحش إِلاَّ اللمم إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ المغفرة . . . } ولأن كبائر الذنوب لا تكفرها إلا التوبة الصادقة .

وقوله { ذلك ذكرى لِلذَّاكِرِينَ } أى : ذلك الذى أمرناك به من وجوب إقامة الصلاة ، ومن الاستقامة على أمر الله . . فيه التذكرة النافعة ، لمن كان شأنه التذكر والاعتبار ، لا الإِعراض والعناد .

وهذه الآية الكريمة من الآيات التى قال عنها بعض المفسرين بأنها مدنية ، وقد ذكرنا فى التمهيد بين بدى السورة ، أن سورة هود ترجح أنها كلها مكية ، وليس فيها آيات مدنية .

ومما يؤيد أن هذه الآية مكية أنها مسوقة مع ما سبقها من آيات لتسلية النبى - صلى الله عليه وسلم - ولإِرشاده وأتباعه إلى ما يعينهم على الاستقامة ، وعدم الركون إلى الظالمين .

ولأن بعض الروايات التى وردت فى شأنها لم تذكر أنها نزلت فى المدينة ، بل ذكرت أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - تلاها على السائل ، ومن هذه الروايات ما رواه الإِمام أحمد ومسلم وأبو داود والترمذى والنسائى وابن جرير - وهذا لفظه - عن ابن مسعود قال : " جاء رجل إلى البنى - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله إنى وجدت أمرة فى بستان ، ففعلت بها كل شئ غير أنى لم أجامعها ، فافعل بى ما شئت ، فلم يقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئا ، فذهب الرجل ، فقال عمر : لقد ستر الله عليه لو ستر على نفسه ، فأتبعه الرسول - صلى الله عليه وسلم - بصره ثم قال : ردوه على فرده عليه فقرأ عليه : { وَأَقِمِ الصلاة طَرَفَيِ النهار وَزُلَفاً مِّنَ الليل . . } الآية ، فقال معاذ - وفى رواية عمر - يا رسول الله ، أله وحده أم للناس كافة ؟ فقال : بل للناس كافة " والروايات التى ورد فيها فأنزل عليه هذه الآية ، فى الإِمكان أن تؤول أن المراد أنزل عليه شمول عموم الحسنات والسيئات لقضية السائل ، لجميع ما يماثلها من إصابة الذنوب سوى الكبائر .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ طَرَفَيِ ٱلنَّهَارِ وَزُلَفٗا مِّنَ ٱلَّيۡلِۚ إِنَّ ٱلۡحَسَنَٰتِ يُذۡهِبۡنَ ٱلسَّيِّـَٔاتِۚ ذَٰلِكَ ذِكۡرَىٰ لِلذَّـٰكِرِينَ} (114)

قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : { وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ } قال : يعني الصبح والمغرب وكذا قال الحسن ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم .

وقال الحسن - في رواية - وقتادة ، والضحاك ، وغيرهم : هي الصبح والعصر .

وقال مجاهد : هي الصبح في أول النهار ، والظهر والعصر من آخره . وكذا قال محمد بن كعب القُرَظي ، والضحاك في رواية عنه .

وقوله : { وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ } قال ابن عباس ، ومجاهد ، والحسن ، وغيرهم : يعني صلاة العشاء .

وقال الحسن - في رواية ابن المبارك ، عن مبارك بن فَضَالة ، عنه : { وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ } يعني المغرب والعشاء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هما زُلْفَتَا{[14939]} الليل : المغرب والعشاء " {[14940]} . وكذا قال مجاهد ، ومحمد بن كعب ، وقتادة ، والضحاك : إنها صلاة المغرب والعشاء .

وقد يحتمل أن تكون هذه الآية نزلت قبل فرض الصلوات الخمس ليلة الإسراء ؛ فإنه إنما كان يجب من الصلاة صلاتان : صلاة قبل طلوع الشمس ، وصلاة قبل غروبها . وفي أثناء الليل قيام عليه وعلى الأمة ، ثم نسخ في حق الأمة ، وثبت وجوبه عليه ، ثم نسخ عنه أيضًا ، في قول ، والله أعلم .

وقوله : { إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ } يقول : إن فعل الخيرات يكفر الذنوب السالفة ، كما جاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد وأهل السنن ، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قال : كنت إذا سمعتُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا نفعني الله بما شاء أن ينفعني منه ، وإذا حدثني عنه أحد استحلفته ، فإذا حلف لي صدقته ، وحدثني أبو بكر - وصدق أبو بكر - أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ما من مسلم يذنب ذنبا ، فيتوضأ ويصلي ركعتين ، إلا غفر له " {[14941]} .

وفي الصحيحين عن أمير المؤمنين عثمان بن عفان : أنه توضأ لهم كوضُوء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم قال : هكذا رأيتُ رسول الله يتوضأ ، وقال : " من توضأ نحو وضوئي هذا ، ثم صلى ركعتين لا يُحَدِّث فيهما نفسه ، غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه " {[14942]} .

وروى الإمام أحمد ، وأبو جعفر بن جرير ، من حديث أبي عَقِيل زُهْرَة بن مَعْبَد : أنه سمع الحارث مولى عثمان يقول : جلس عثمان يوما وجلسنا معه ، فجاءه المؤذن فدعا عثمان بماء في إناء أظنه سيكون فيه قدر مُدّ ، فتوضأ ، ثم قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ وضوئي هذا ، ثم قال : " من توضأ وضوئي هذا ، ثم قام فصلى{[14943]} صلاة الظهر ، غُفِر له ما كان بينه وبين صلاة الصبح ، ثم صلى العصر غفر له ما بينه وبين صلاة الظهر ، ثم صلى المغرب غفر له ما بينه وبين صلاة العصر ، ثم صلى العشاء غفر له ما بينه وبين صلاة المغرب ، ثم لعله يبيت يتمرغ ليلته ، ثم إن قام فتوضأ وصلى الصبح غفر له ما بينها وبين صلاة العشاء ، وهن الحسنات يذهبن السيئات " {[14944]} .

وفي الصحيح{[14945]} عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " أرأيتم لو أن بباب أحدكم نهرًا غَمْرًا يغتسل فيه كل يوم خمس مرات ، هل يُبقي من درنه شيئا ؟ " قالوا : لا يا رسول الله : قال : " وكذلك الصلوات الخمس ، يمحو الله بهن الذنوب والخطايا " {[14946]} .

وقال مسلم في صحيحه : حدثنا أبو الطاهر{[14947]} وهارون بن سعيد قالا حدثنا ابن وَهْب ، عن أبي صخر : أن عمر بن إسحاق مولى زائدة حَدَثه عن أبيه ، عن أبي هريرة ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : " الصلوات الخمس ، والجمعة إلى الجمعة ، ورمضان إلى رمضان ، مُكَفِّرَات ما بينهن إذا{[14948]} اجتنبت الكبائر " {[14949]} .

وقال الإمام أحمد : حدثنا الحَكَم بن نافع{[14950]} حدثنا إسماعيل بن عياش ، عن ضَمْضَم بن زُرْعَة ، عن شُرَيْح بن عبيد ، أن أبا رُهْم السمعي كان يحدّث : أن أبا أيوب الأنصاري حدثه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : " إن كل صلاة تحطّ ما بين يديها من خطيئة " {[14951]} وقال أبو جعفر بن جرير : حدثنا محمد بن عوف{[14952]} حدثنا محمد بن إسماعيل ، حدثنا أبي ، عن ضمضم بن زرعة ، عن شريح بن عبيد ، عن أبي مالك الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " جعلت الصلوات كفارات لما بينهن ؛ فإن الله قال : { إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ } {[14953]} .

وقال البخاري : حدثنا قتيبة بن سعيد ، حدثنا يزيد بن زُرَيع ، عن سليمان التيمي ، عن أبي عثمان النهدي ، عن ابن مسعود ؛ أن رجلا أصاب من امرأة قُبْلَة ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره ، فأنزل الله : { وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ } فقال الرجل : إلى هذا يا رسول الله ؟{[14954]} قال : " لجميع أمتي كلهم " .

هكذا رواه في كتاب الصلاة ، وأخرجه في التفسير عن مُسَدَّد ، عن يزيد بن زُرَيع ، بنحوه{[14955]} ورواه مسلم ، وأحمد ، وأهل السنن إلا أبا داود ، من طرق عن أبي عثمان النهدي ، واسمه عبد الرحمن بن مُلّ ، به{[14956]} .

وروى الإمام أحمد ، ومسلم ، وأبو داود ، والترمذي ، والنسائي ، وابن جرير - وهذا لفظه -

من طُرُق : عن سِمَاك بن حرب : أنه سمع إبراهيم بن يزيد يُحدِّث عن علقمة والأسود ، عن ابن مسعود قال : جاء رجل إلى النبي{[14957]} صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، إني وجدت امرأة في بستان ، ففعلت بها كل شيء ، غير أني لم أجامعها ، قَبَّلتها ولزمتها ، ولم أفعل غير ذلك ، فافعل بي ما شئت . فلم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا ، فذهب الرجل ، فقال عمر : لقد ستر الله عليه ، لو ستر على نفسه . فأتبعه رسول الله صلى الله عليه وسلم بصرَه ثم قال : " ردوه عليّ " . فردّوه عليه ، فقرأ عليه : { وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ } فقال معاذ - وفي رواية عمر - : يا رسول الله ، أله وحده ، أم للناس كافة ؟ فقال : " بل للناس كافة " {[14958]} وقال الإمام أحمد : حدثنا محمد بن عبيد ، حدثنا أبان بن إسحاق ، عن الصباح بن محمد ، عن مُرّة الهَمْداني ، عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله قسم بينكم أخلاقكم{[14959]} كما قسم بينكم أرزاقكم ، وإن الله يعطي{[14960]} الدنيا من يحب ومن لا يحب ، ولا يعطي الدين{[14961]} إلا من أحب . فمن أعطاه الله الدين فقد أحبه ، والذي نفسي بيده ، لا يسلم عبد حتى يسلم قلبه ولسانه ، ولا يؤمن حتى يأمن جاره بوائقه " . قال : قلنا : وما بوائقه يا نبي الله{[14962]} ؟ قال : " غشه وظلمه ، ولا يكسِبُ عبد مالا حراما فينفق منه فيبارك له فيه ، ولا يتصدق فيقبل منه ، ولا يتركه خلف ظهره إلا كان زادَه إلى النار ، إن الله لا يمحو السيئ بالسيئ ، ولكنه يمحو السيئ بالحسن ، إن الخبيث لا يمحو الخبيث " {[14963]} .

وقال ابن جرير : حدثنا أبو السائب ، حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن إبراهيم قال : كان فلان ابن معتب رجلا من الأنصار ، فقال : يا رسول الله ، دخلت على امرأة فنِلْتُ منها ما ينال الرجل من أهله ، إلا أني لم أجامعها فلم يدر رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يجيبه ، حتى نزلت هذه الآية : { وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ } {[14964]} فدعاه رسول الله ، فقرأها عليه{[14965]} .

وعن ابن عباس : أنه عمرو بن غَزِيَّة الأنصاري التمار . وقال مقاتل : هو أبو نفيل عامر بن قيس الأنصاري ، وذكر الخطيب البغدادي أنه أبو اليَسر : كعب بن عمرو .

وقال الإمام أحمد : حدثنا يونس وعفان قالا حدثنا حماد - يعني : ابن سلمة - عن علي بن زيد - قال عفان : أنبأنا علي بن زيد ، عن يوسف بن مٍهْران ، عن ابن عباس ؛ أن رجلا أتى عمر قال{[14966]} امرأة جاءت تبايعه ، فأدخلتها الدولج ، فأصبت منها ما دون الجماع ، فقال : ويحك . لعلها مُغِيبة في سبيل الله ؟ قال : أجل . قال : فائت أبا بكر فاسأله{[14967]} قال : فأتاه فسأله ، فقال : لعلها مُغيبة في سبيل الله ؟ فقال مثل قول عمر ، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له مثل ذلك ، قال : " فلعلها مُغيبة في سبيل الله " . ونزل القرآن : { وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ } {[14968]} إلى آخر الآية ، فقال : يا رسول الله ، ألي خاصة أم للناس عامة ؟ فضرب - يعني : عمر - صدره{[14969]} بيده وقال : لا ولا نُعمَة عين ، بل للناس عامة . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " صدق عمر " {[14970]} .

وروى الإمام أبو جعفر بن جرير من حديث قيس بن الربيع ، عن عثمان بن موهب ، عن موسى بن طلحة ، عن أبي اليسر كعب بن عمرو الأنصاري قال : أتتني امرأة تبتاع مني بدرهم تمرا ، فقلت : إن في البيت تمرا أطيب وأجود من هذا ، فدخلت ، فأهويت إليها فقبلتها ، فأتيت عمر فسألته ، فقال : اتق الله ، واستر على نفسك ، ولا تخبرنّ أحدا . فلم أصبر حتى أتيت أبا بكر فسألته ، فقال : اتق الله ، واستر على نفسك ، ولا تخبرنّ أحدا . قال : فلم أصبر حتى أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ، فأخبرته ، فقال : " أخَلَفتَ رجلا غازيا في سبيل الله في أهله بمثل هذا ؟ " حتى ظننت أني من أهل النار ، حتى تمنيت أني أسلمت ساعتئذ . فأطرق رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة ، فنزل جبريل ، فقال : " [ أين ]{[14971]} أبو اليسر ؟ " . فجئت ، فقرأ علي : { وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ } إلى { ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ } فقال إنسان : يا رسول الله ، أله خاصة أم للناس عامة ؟ قال{[14972]} " لِلنَّاس عامة " {[14973]} .

وقال الحافظ أبو الحسن الدارقطني : حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي ، حدثنا يوسف بن موسى ، حدثنا جرير ، عن عبد الملك بن عمير ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن معاذ بن جبل ؛ أنه كان قاعدا عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاءه رجل فقال : يا رسول الله ، ما تقول في رجل أصاب من امرأة لا تحل له ، فلم يدع شيئا يصيبه الرجل من امرأته إلا قد أصاب منها ، غير أنه لم يجامعها ؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " توضأ وضوءا حَسَنا ، ثم قم فصل " {[14974]} قال : فأنزل الله عز وجل هذه الآية ، يعني قوله : { وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ } فقال معاذ : أهي له خاصة أم للمسلمين عامة ؟ قال : " بل للمسلمين عامة " .

ورواه ابن جرير من طرق ، عن عبد الملك بن عمير ، به{[14975]} .

وقال عبد الرزاق : أخبرنا محمد بن مسلم ، عن عمرو بن دينار ، عن يحيى بن جعدة ؛ أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ذكر امرأة وهو جالس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاستأذنه لحاجة ، فأذن له ، فذهب يطلبها فلم يجدها ، فأقبل الرجل يريد أن يبشر النبي صلى الله عليه وسلم بالمطر ، فوجد المرأة جالسة على غدير ، فدفع في صدرها وجلس بين رجليها ، فصار ذكره مثل الهُدْبة ، فقام نادما حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بما صنع ، فقال له : " استغفر ربك ، وصلّ أربع ركعات " . قال : وتلا عليه : { وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ } الآية{[14976]} .

وقال ابن جرير : حدثني عبد الله بن أحمد بن شَبّويه ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، حدثني عمرو بن الحارث حدثني عبد الله بن سالم ، عن الزبيدي ، عن سليم بن عامر ؛ أنه سمع أبا أمامة يقول : إن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، أقم فيّ حد الله - مرة أو ثنْتِين - فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم أقيمت الصلاة ، فلما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من الصلاة قال : " أين هذا الرجل القائل : أقم فيّ حد الله ؟ " قال : أنا ذا : قال : " أتممت الوضوء وصليت معنا آنفا ؟ " قال : نعم . قال : " فإنك من خطيئتك كما ولدتك أمك ، ولا تعد " . وأنزل الله على رسول الله صلى الله عليه وسلم{[14977]} : { وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ } {[14978]} .

وقال الإمام أحمد : حدثنا عفان ، حدثنا حماد بن سلمة ، أنبأنا علي بن زيد ، عن أبي عثمان قال : كنت مع سلمان الفارسي تحت شجرة ، فأخذ منها غُصْنا يابسا فهزّه حتى تحاتَّ ورقة{[14979]} ، ثم قال : يا أبا عثمان ، ألا تسألني لم أفعل هذا ؟ فقلت : لم تفعله{[14980]} ؟ قال : هكذا فعل بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا معه تحت شجرة ، فأخذ منها يابسا فهزه حتى تحات ورقة ، فقال : " يا سلمان ، ألا تسألني : لم أفعل هذا ؟ " . قلت : ولم تفعله ؟ فقال : " إن المسلم إذا توضأ فأحسن الوضوء ، ثم صلى الصلوات الخمس ، تحاتت خطاياه كما يتحات{[14981]} هذا الورق . وقال : { وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ } {[14982]}-{[14983]}

وقال الإمام أحمد : حدثنا وَكِيع ، حدثنا سفيان ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن ميمون بن أبي شبيب ، عن معاذ ، رضي الله عنه ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له : " يا معاذ ، أتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن " {[14984]} .

وقال الإمام أحمد ، رضي الله عنه : حدثنا وَكِيع ، حدثنا سفيان ، عن حبيب ، عن ميمون بن أبي شبيب ، عن أبي ذر ؛ أن رسول{[14985]} الله صلى الله عليه وسلم قال : " اتق الله حيثما كنت ، وأتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن " {[14986]} .

وقال أحمد : حدثنا أبو معاوية ، حدثنا الأعمش ، عن شَمْر بن عطية ، عن أشياخه ، عن أبي ذر قال : قلت : يا رسول الله ، أوصني . قال : " إذا عملت سيئة فأتبعها حسنة تمحها " . قال : قلت : يا رسول الله ، أمن الحسنات : لا إله إلا الله ؟ قال : " هي أفضل الحسنات " {[14987]} .

وقال الحافظ أبو يعلى الموصلي : حدثنا هذيل بن إبراهيم الجُمَّاني ، حدثنا عثمان بن عبد الرحمن الزهري ، من ولد سعد بن أبي وقاص ، عن الزهري ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما قال عَبْد : لا إله إلا الله ، في ساعة من ليل أو نهار ، إلا طَلَست ما في الصحيفة من السيئات ، حتى تسكن إلى مثلها من الحسنات " {[14988]} .

عثمان بن عبد الرحمن ، يقال له : الوقاصي . فيه ضعف .

وقال الحافظ أبو بكر البزار : حدثنا بشر بن آدم وزيد بن أخرم قالا حدثنا الضحاك بن مَخْلَد ، حدثنا مستور بن عباد ، عن ثابت ، عن أنس ؛ أن رجلا قال : يا رسول الله ، ما تركت من حاجة ولا داجة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ؟ " . قال : بلى . قال : " فإن هذا يأتي على ذلك " {[14989]} .

تفرد به من هذا الوجه مستور .


[14939]:- في ت : "زلفيا".
[14940]:- رواه الطبري في تفسيره (15/508).
[14941]:- المسند (1/2) وسنن أبي داود برقم (1521) وسنن الترمذي برقم (406) والنسائي في السنن الكبرى برقم (10247) وسنن ابن ماجه برقم (1395) وقال الترمذي : "حديث علي حديث حسن ، لا نعرفه إلا من هذا الوجه".
[14942]:- صحيح البخاري برقم (159) وصحيح مسلم برقم (245).
[14943]:- في ت : "يصلي".
[14944]:- المسند (1/71) وتفسير الطبري (15/511).
[14945]:- في ت : "وفي الصحيحين".
[14946]:- صحيح البخاري برقم (528) وصحيح مسلم برقم (667).
[14947]:- في ت : "أبو طاهر".
[14948]:- في ت : "ما".
[14949]:- صحيح مسلم برقم (233).
[14950]:- في أ : "بن رافع".
[14951]:- المسند (5/413).
[14952]:- في ت : "عون".
[14953]:- تفسير الطبري (15/513) ومحمد بن إسماعيل ضعيف ولم يسمع من أبيه.
[14954]:- في ت : "يا رسول ألى هذا".
[14955]:- صحيح البخاري برقم (526) وبرقم (4687).
[14956]:- وصحيح مسلم برقم (2763) والمسند (1/385) وسنن الترمذي برقم (3114) والنسائي في السنن الكبرى برقم (11247) وسنن ابن ماجه برقم (1398).
[14957]:- في ت ، أ : "رسول الله".
[14958]:- المسند (1/445) وصحيح مسلم برقم (2763) وسنن أبي داود برقم (4468) وسنن الترمذي برقم (3112) والنسائي في السنن الكبرى برقم (7323) وتفسير الطبري (15/515).
[14959]:- في ت ، أ : "آجالكم".
[14960]:- في ت : "معطى".
[14961]:- في ت ، أ : "الآخرة".
[14962]:- في أ : "يا رسول الله".
[14963]:- المسند (1/387).
[14964]:- في ت ، أ : "أقم" وهو خطأ.
[14965]:- تفسير الطبري (15/519).
[14966]:- في ت : "فقال".
[14967]:- في ت : "فسله".
[14968]:- في ت ، أ : "أقم" وهو خطأ.
[14969]:- في ت : "عن صدره".
[14970]:- المسند (1/245) وعلى بن زيد ضعيف.
[14971]:- زيادة من ت ، أ ، والطبري.
[14972]:- في ت : "فقال".
[14973]:- تفسير الطبري (15/523).
[14974]:- في ت : "فصلى".
[14975]:- سنن الدارقطني (1/134) وتفسير الطبري (15/520 - 522) ورواه الترمذي في السنن برقم (3113) من طريق عبد الملك بن عمير به ، وقال الترمذي : "هذا حديث ليس إسناده بمتصل ، عبد الله بن أبي ليلى لم يسمع من معاذ ، وروى شعبة هذا الحديث عن عبد الملك بن عمير ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، مرسل".
[14976]:- تفسير عبد الرزاق (1/274).
[14977]:- في ت : "على رسوله".
[14978]:- تفسير الطبري (15/521) ورواه مسلم في صحيحه برقم (2765) من طريق شداد بن عبد الله ، عن أبي أمامة بنحوه.
[14979]:- في ت ، أ : "ورقه".
[14980]:- في ت : "قلت ولم يفعله".
[14981]:- في ت : "يتحاتت".
[14982]:- في ت : "أقم" وهو خطأ.
[14983]:- المسند (5/437).
[14984]:- المسند (5/228).
[14985]:- في ت ، أ : "أن النبي".
[14986]:- المسند (5/153).
[14987]:- المسند (5/169).
[14988]:- مسند أبي يعلى (6/204) وقال الهيثمي في المجمع (10/82) : "فيه عثمان بن عبد الرحمن الزهري ، وهو متروك".
[14989]:- مسند البزار برقم (3067) "كشف الأستار" وقال الهيثمي في المجمع (10/83) : "رجاله ثقات".
 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ طَرَفَيِ ٱلنَّهَارِ وَزُلَفٗا مِّنَ ٱلَّيۡلِۚ إِنَّ ٱلۡحَسَنَٰتِ يُذۡهِبۡنَ ٱلسَّيِّـَٔاتِۚ ذَٰلِكَ ذِكۡرَىٰ لِلذَّـٰكِرِينَ} (114)

{ وأقم الصلاة طرفي النهار } غدوة وعشية وانتصابه على الظرف لأنه مضاف إليه . { وزُلفاً من الليل } وساعات منه قريبة من النهار ، فإنه من أزلفه إذا قربه وهو جمع زلفة ، وصلاة الغداة صلاة الصبح لأنها أقرب الصلاة من أول النهار ، وصلاة العشية صلاة العصر ، وقيل الظهر والعصر لأن ما بعد الزوال عشي وصلاة الزلف المغرب والعشاء . وقرئ " زُلُفاً " بضمتين وضمة وسكون كبسر وبسر في بسره و{ زلفى } بمعنى زلفة كقربى وقربة . { إن الحسنات يُذهبن السيئات } يكفرنها . وفي الحديث " إن الصلاة إلى الصلاة كفارة ما بينهما ما اجتنبت الكبائر " وفي سبب النزول " أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني قد أصبت من امرأة غير أني لم آتها فنزلت " . { ذلك } إشارة إلى قوله { فاستقم } وما بعده وقيل إلى القرآن . { ذكرى للذاكرين } عظة للمتعظين .