تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ طَرَفَيِ ٱلنَّهَارِ وَزُلَفٗا مِّنَ ٱلَّيۡلِۚ إِنَّ ٱلۡحَسَنَٰتِ يُذۡهِبۡنَ ٱلسَّيِّـَٔاتِۚ ذَٰلِكَ ذِكۡرَىٰ لِلذَّـٰكِرِينَ} (114)

{ وأقم الصلاة } ، يعنى : وأتم الصلاة ، يعنى : ركوعها وسجودها ، { طرفي النهار } ، يعنى : صلاة الغداة ، وصلاة الأولى ، والعصر ، ثم قال : { وزلفا من الليل } ، يعنى : صلاة المغرب والعشاء ، { إن الحسنات } ، يعنى : الصلوات الخمس { يذهبن السيئات } ، يعنى : يكفرن الذنوب ما اجتنبت الكبائر . نزلت في أبي مقبل ، واسمه عامر بن قيس الأنصاري ، من بني النجار ، أتته امرأة تشتري منه تمرا فراودها ، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : إني خلوت بامرأة ، فما شيء يفعل بالمرأة إلا وفعلته بها ، إلا أني لم أجامعها ، فنزلت : { وأقم الصلاة طرفي النهار . . . } ، إلى آخر الآية .

ثم عمد الرجل ، فصلى المكتوبة وراء النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم ، قال له : "أليس قد توضأت وصليت معنا ؟" قال : بلى ، قال : "فإنها كفارة لما صنعت" ، ثم قال : { ذلك } الذي ذكره من الصلاة طرفي النهار وزلفى من الليل من الصلاة ، { ذكرى للذاكرين } [ آية :114 ] ، كقوله لموسى : { وأقم الصلاة لذكري } [ طه :14 ] .