تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَيَسۡتَعۡجِلُونَكَ بِٱلسَّيِّئَةِ قَبۡلَ ٱلۡحَسَنَةِ وَقَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهِمُ ٱلۡمَثُلَٰتُۗ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغۡفِرَةٖ لِّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلۡمِهِمۡۖ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ} (6)

{ ويستعجلونك } ، وذلك أن النصر بن الحارث قال : { اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم } [ الأنفال :32 ] ، فقال الله عز وجل : { ويستعجلونك } ، يعنى النضر بن الحارث ، { بالسيئة قبل الحسنة } ، يعنى بالعذاب قبل العافية ، كقول صالح لقومه : { لم تستعجلون بالسيئة } ، يعنى بالعذاب { قبل الحسنة } [ النمل :46 ] ، يعنى العافية ، { وقد خلت من قبلهم } ، يعنى أهل مكة ، { المثلات } ، يعنى العقوبات في كفار الأمم الخالية ، فسينزل بهم ما نزل بأوائلهم .

ثم قال : { وإن ربك لذو مغفرة } ، يعنى ذو تجاوز ، { للناس على ظلمهم } ، يعنى على شركهم بالله في تأخير العذاب عنهم إلى وقت ، يعنى الكفار ، فإذا جاء الوقت عذبناهم بالنار ، فذلك قوله : { وإن ربك لشديد العقاب } [ آية :6 ] إذا عذب وجاء الوقت ، نظيرها في حم السجدة .