تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{قَيِّمٗا لِّيُنذِرَ بَأۡسٗا شَدِيدٗا مِّن لَّدُنۡهُ وَيُبَشِّرَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ أَنَّ لَهُمۡ أَجۡرًا حَسَنٗا} (2)

أنزله { قيما } مستقيما ، { لينذر } محمد صلى الله عليه وسلم بما في القرآن ، { بأسا } ، يعنى عذابا ، { شديدا من لدنه } ، يعنى من عنده ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لليهود : "أدعوكم إلى الله عز وجل ، وأنذركم بأسه ، فإن تتوبوا يكفر عنكم سيئاتكم ، ويؤتكم أجوركم مرتين" ، فقال كعب بن الأشرف ، وكعب بن أسيد ، وحيي بن أخطب ، وفنحاص اليهودي ، ومن أهل قينقاع : أليس عزير ولد الله ، فأدعوه ولدا لله ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "أعوذ بالله أن أدعو لله تبارك وتعالى ولدا ، ولكن عزير عبد الله داخر" ، يعنى صاغرا ، قالوا : فإنا نجده في كتابنا وحدثتنا به آباؤنا ، فاعتزلهم النبي صلى الله عليه وسلم حزينا ، فقال أبو بكر وعمر ، وعثمان بن مظعون ، وزيد بن حارثة ، رضي الله عنهم ، للنبي صلى الله عليه وسلم : لا يحزنك قولهم وكفرهم ، إن الله معنا ، فأنزل الله عز وجل : { ويبشر المؤمنين } بثواب ما في القرآن ، يعنى هؤلاء النفر ، { الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا } [ آية :2 ] ، يعنى جزاء كريما ، يعنى الجنة .