بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{قَيِّمٗا لِّيُنذِرَ بَأۡسٗا شَدِيدٗا مِّن لَّدُنۡهُ وَيُبَشِّرَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ أَنَّ لَهُمۡ أَجۡرًا حَسَنٗا} (2)

{ قَيِّماً } ، بل أنزله مستقيماً ؛ ويقال : في الآية تقديم ، ومعناه الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب قيماً أي مستقيماً ، { ولم يجعل له عوجاً } ؛ أي لم ينزله مخالفاً للتوراة والإنجيل . قال أهل اللغة : «عوجاً بكسر العين في الأقوال وبنصب العين في الأشخاص » ؛ ويقال : في كلامه عوج ، وفي هذه الخشبة عوج . { لِّيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا } ، أي لينذركم ببأس شديد ، كما قال : { إِنَّمَا ذلكم الشيطان يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ } [ آل عمران : 175 ] أي بأوليائه وهذا قول القتبي » ؛ وقال الزجاج : أي لينذرهم بالعذاب البئيس . { مِن لَّدُنْهُ } ، أي من قبله ؛ ويقال : { لِّيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا } ، أي يخوفهم بالعذاب الشديد بما في القرآن { مِن لَّدُنْهُ } ، أي من عنده . قرأ عاصم في رواية أبي بكر : { مِن لَّدُنْهُ } بجزم الدال ؛ وقرأ الباقون بالضم ، ومعناهما واحد .

{ وَيُبَشّرُ المؤمنين } ، بالجنة . ثم وصف المؤمنين ، فقال : { الذين يَعْمَلُونَ الصالحات } ، فيما بينهم وبين ربهم . ثم بيّن الذي يبشرهم به ، فقال : { أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا } في الْجَنَّةِ