الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{قَيِّمٗا لِّيُنذِرَ بَأۡسٗا شَدِيدٗا مِّن لَّدُنۡهُ وَيُبَشِّرَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ أَنَّ لَهُمۡ أَجۡرًا حَسَنٗا} (2)

ومعنى { قَيِّماً } [ الكهف : 2 ] أي : مستقيماً قاله ابن عباس وغيره ، وقيل : معنا أنه قَيِّم على سائر الكتب بتصديقها ولم يرتضه .

( ع ) قال : ويصح أن يكون معنى «قيِّم » قيامَهُ بأمر اللَّه على العَالَمِ ، وهذا معنى يؤيِّده ما بعْده من النِّذارة والبشارة اللتَيْن عمتا العالَمَ ، «والبأس الشديد » عذاب الآخرة ، ويحتملُ أنْ يندرج معه في النِّذارة عذابُ الدنيا ببَدْرٍ وغيرها ، و{ مِّن لَّدُنْهُ } ، أي : من عنده ، والمعنى : لينذر العالَمَ و«الأجر الحسن » نعيمُ الجنة ، ويتقدَّمه خير الدنيا .