تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَمَن يَهۡدِ ٱللَّهُ فَهُوَ ٱلۡمُهۡتَدِۖ وَمَن يُضۡلِلۡ فَلَن تَجِدَ لَهُمۡ أَوۡلِيَآءَ مِن دُونِهِۦۖ وَنَحۡشُرُهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمۡ عُمۡيٗا وَبُكۡمٗا وَصُمّٗاۖ مَّأۡوَىٰهُمۡ جَهَنَّمُۖ كُلَّمَا خَبَتۡ زِدۡنَٰهُمۡ سَعِيرٗا} (97)

{ ومن يهد الله } لدينه ، { فهو المهتد ومن يضلل } عن دينه ، { فلن تجد لهم أولياء من دونه } ، يعنى أصحابا من دون الله يهدونهم إلى الإسلام من الضلالة ، { ونحشرهم يوم القيامة } بعد الحساب ، { على وجوههم } ، قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : كيف يمشون على وجوههم ؟ قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم : "من أمشاهم على أقدامهم" ؟ قالوا : الله أمشاهم ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : "فإن الذي أمشاهم على أقدامهم هو الذي يمشيهم على وجوههم .

ثم قال سبحانه : { عميا وبكما وصما } ، وذلك إذا قيل لهم : { اخسؤوا فيها ولا تكلمون } [ المؤمنون :108 ] ، فصاروا فيها عميا لا يبصرون أبدا ، وصما لا يسمعون أبدا ، ثم قال : { مأواهم } ، يعنى مصيرهم { جهنم } ، قوله سبحانه : { كلما خبت } ، وذلك إذا أكلتهم النار ، فلم يبق منهم غير العظام ، وصاروا فحما ، سكنت النار ، هو الخبت ، { زدناهم سعيرا } آية ، وذلك أن النار إذا أكلتهم بدلوا جلودا غيرها جددا في النار ، فتسعر عليهم ، فذلك قوله سبحانه : { زدناهم سعيرا } ، يعنى وقودا ، فهذا أمرهم أبدا .