فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قَيِّمٗا لِّيُنذِرَ بَأۡسٗا شَدِيدٗا مِّن لَّدُنۡهُ وَيُبَشِّرَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ أَنَّ لَهُمۡ أَجۡرًا حَسَنٗا} (2)

{ قيما } القيم المستقيم الذي لا ميل ولا إفراط فيه ولا تفريط ، أو القيم

بمصالح العباد الدينية والدنيوية ، أو القيم على ما قبله من الكتب السماوية مهيمنا عليها يشهد بصحتها ، وعلى الأول يكون تأكيدا لما دل عليه نفي العوج ، فرب مستقيم في الظاهر لا يخلو عن أدنى عوج في الحقيقة ، أي جعله قيما عدلا ، قيل في الكلام تقديم وتأخير ، والتقدير أنزل على عبده الكتاب قيما ولم يجعل له عوجا .

ثم فصل سبحانه ما أجمل في قوله [ قيما ] فقال { لينذر } وحذف المنذر للعلم به مع قصد التعميم ، والمعنى لينذر الكافرين { بأسا } أي عذابا { شديدا من لدنه } أي صادرا من عنده نازلا من لدنه { ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات قرىء يبشر مشددا ومخففا وأجري الموصول على موصوفه المذكور لأن مدار قبول الأعمال هو الإيمان .

{ أن لهم أجرا حسنا } وهو الجنة قاله السدي حال كونهم