تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَقُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي لَمۡ يَتَّخِذۡ وَلَدٗا وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ شَرِيكٞ فِي ٱلۡمُلۡكِ وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ وَلِيّٞ مِّنَ ٱلذُّلِّۖ وَكَبِّرۡهُ تَكۡبِيرَۢا} (111)

{ وقل الحمد لله } ، وذلك أن اليهود قالوا : عزير ابن الله ، وقالت النصارى : المسيح ابن الله ، وقالت العرب : إن الله عز وجل شريكا من الملائكة ، فأكذبهم الله عز وجل فيها ، فنزه نفسه تبارك وتعالى مما قالوا ، فأنزل الله جل جلاله : { وقل الحمد لله } ، الذي علمك هذه الآية . { الذي لم يتخذ ولدا } ، عزيرا وعيسى ، { ولم يكن له شريك } ، من الملائكة ، { في الملك ولم يكن له ولي } ، يعنى صاحبا ينتصر به ، { من الذل } ، كما يلتمس الناس النصر ، إن فاجأهم أمر يكرهونه ، { وكبره تكبيرا } آية ، يقول : وعظمه يا محمد تعظيما ، فإنه من قال : إن لله عز وجل ولدا ، أو شريكا ، لم يعظمه ، يقول : نزهه عن هذه الخصال التي قالت النصارى ، واليهود ، والعرب .

ختام السورة:

قوله سبحانه : { . . . ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها } سيئة { وابتغ بين ذلك سبيلا } [ الإسراء :110 ] حسنة . قال الهذيل : ولم أسمع مقاتلا .

حدثنا عبيد الله ، قال : حدثني أبي ، قال الهذيل : قال مقاتل : تفسير آدم ، عليه السلام ، لأنه خلق من أديم الأرض ، وتفسير حواء ؛ لأنها خلقت من حي ، وتفسير نوح لأنه ناح على قومه ، وتفسير إبراهيم أبو الأمم ، ويقال : أب رحيم ، وتفسير إسحاق لضحك سارة ، ويعقوب لأنه خرج من بطن أمه قابض على عقب العيص ، وتفسير يوسف زيادة في الحسن ، وتفسير يحيى : أحيى من بين ميتين ، لأنه خرج من بين شيخ كبير ، وعجوز عاقر ، صلى الله عليهم أجمعين .

حدثنا عبيد الله ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثني الهذيل ، عن مقاتل عن الضحاك ، عن ابن عباس ، قال : دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابنة عمته أم هانئ فنعس ، فوضعت له وسادة ، فوضع رأسه فنام ، فبينا هو نائم إذ ضحك في منامه ، ثم وثب فاستوى جالسا ، فقالت أم هانئ : لقد سرني ما رأيت في وجهك ، يا رسول الله ، من البشرى ، فقال : "يا أم هانئ ، إن جبريل ، عليه السلام ، أخبرني في منامي أن ربي عز وجل قد وهب لي أمتي كلهم يوم القيامة ، وقال لي : لو استوهبت غيرهم لأعطيناكهم ، ففرحت لذلك وضحكت" ، ثم وضع رأسه فنام فضحك ، ثم وثب فجلس ، فقالت له أم هانئ : بأبي أنت وأمي ، لقد سرني ما رأيت من البشرى في وجهك ، قال : "يا أم هانئ ، أتاني جبريل ، عليه السلام فأخبرني أن الجنة تشتاق إلى ، وإلى أمتي ، فضحكت من ذلك وفرحت" .

قالت أم هانئ : يحق لك يا رسول الله ، أن تفرح ، ثم وضع رأسه فنام فضحك في منامه ، فاستوى جالسا ، فقالت أم هانئ : لقد سرني ما رأيت من البشرى في وجهك يا رسول الله ، قال : "يا أم هانئ ، عرضت على أمتي ، فإذا معهم قضبان النور ، إن القضيب منها ليضيء مابين المشرق والمغرب ، فسألت جبريل عليه السلام ، عن تلك القضبان التي في أيديهم ، فقال : ذلك الإسلام يا محمد ، صلى الله عليك ، وفتحت أبواب الجنة في منامي فنظرت إلى داخلها من خارجها ، فإذا فيها قصور الدر والياقوت ، فقلت : لمن هذه ؟ فقال : لك يا محمد ولأمتك ، ولقد زينها الله عز وجل لك ، ولأمتك ، قبل أن يخلقك بألفي عام ، فضحكت من ذلك" ، قالت أم هانئ : يحق لك أن تضحك وتفرح هنيئا لك مريئا ، يا نبي الله ، بما أعطاك ربك .