{ وقل الحمد لله } ، وذلك أن اليهود قالوا : عزير ابن الله ، وقالت النصارى : المسيح ابن الله ، وقالت العرب : إن الله عز وجل شريكا من الملائكة ، فأكذبهم الله عز وجل فيها ، فنزه نفسه تبارك وتعالى مما قالوا ، فأنزل الله جل جلاله : { وقل الحمد لله } ، الذي علمك هذه الآية . { الذي لم يتخذ ولدا } ، عزيرا وعيسى ، { ولم يكن له شريك } ، من الملائكة ، { في الملك ولم يكن له ولي } ، يعنى صاحبا ينتصر به ، { من الذل } ، كما يلتمس الناس النصر ، إن فاجأهم أمر يكرهونه ، { وكبره تكبيرا } آية ، يقول : وعظمه يا محمد تعظيما ، فإنه من قال : إن لله عز وجل ولدا ، أو شريكا ، لم يعظمه ، يقول : نزهه عن هذه الخصال التي قالت النصارى ، واليهود ، والعرب .
قوله سبحانه : { . . . ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها } سيئة { وابتغ بين ذلك سبيلا } [ الإسراء :110 ] حسنة . قال الهذيل : ولم أسمع مقاتلا .
حدثنا عبيد الله ، قال : حدثني أبي ، قال الهذيل : قال مقاتل : تفسير آدم ، عليه السلام ، لأنه خلق من أديم الأرض ، وتفسير حواء ؛ لأنها خلقت من حي ، وتفسير نوح لأنه ناح على قومه ، وتفسير إبراهيم أبو الأمم ، ويقال : أب رحيم ، وتفسير إسحاق لضحك سارة ، ويعقوب لأنه خرج من بطن أمه قابض على عقب العيص ، وتفسير يوسف زيادة في الحسن ، وتفسير يحيى : أحيى من بين ميتين ، لأنه خرج من بين شيخ كبير ، وعجوز عاقر ، صلى الله عليهم أجمعين .
حدثنا عبيد الله ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثني الهذيل ، عن مقاتل عن الضحاك ، عن ابن عباس ، قال : دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابنة عمته أم هانئ فنعس ، فوضعت له وسادة ، فوضع رأسه فنام ، فبينا هو نائم إذ ضحك في منامه ، ثم وثب فاستوى جالسا ، فقالت أم هانئ : لقد سرني ما رأيت في وجهك ، يا رسول الله ، من البشرى ، فقال : "يا أم هانئ ، إن جبريل ، عليه السلام ، أخبرني في منامي أن ربي عز وجل قد وهب لي أمتي كلهم يوم القيامة ، وقال لي : لو استوهبت غيرهم لأعطيناكهم ، ففرحت لذلك وضحكت" ، ثم وضع رأسه فنام فضحك ، ثم وثب فجلس ، فقالت له أم هانئ : بأبي أنت وأمي ، لقد سرني ما رأيت من البشرى في وجهك ، قال : "يا أم هانئ ، أتاني جبريل ، عليه السلام فأخبرني أن الجنة تشتاق إلى ، وإلى أمتي ، فضحكت من ذلك وفرحت" .
قالت أم هانئ : يحق لك يا رسول الله ، أن تفرح ، ثم وضع رأسه فنام فضحك في منامه ، فاستوى جالسا ، فقالت أم هانئ : لقد سرني ما رأيت من البشرى في وجهك يا رسول الله ، قال : "يا أم هانئ ، عرضت على أمتي ، فإذا معهم قضبان النور ، إن القضيب منها ليضيء مابين المشرق والمغرب ، فسألت جبريل عليه السلام ، عن تلك القضبان التي في أيديهم ، فقال : ذلك الإسلام يا محمد ، صلى الله عليك ، وفتحت أبواب الجنة في منامي فنظرت إلى داخلها من خارجها ، فإذا فيها قصور الدر والياقوت ، فقلت : لمن هذه ؟ فقال : لك يا محمد ولأمتك ، ولقد زينها الله عز وجل لك ، ولأمتك ، قبل أن يخلقك بألفي عام ، فضحكت من ذلك" ، قالت أم هانئ : يحق لك أن تضحك وتفرح هنيئا لك مريئا ، يا نبي الله ، بما أعطاك ربك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.