تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{سَيَقُولُونَ ثَلَٰثَةٞ رَّابِعُهُمۡ كَلۡبُهُمۡ وَيَقُولُونَ خَمۡسَةٞ سَادِسُهُمۡ كَلۡبُهُمۡ رَجۡمَۢا بِٱلۡغَيۡبِۖ وَيَقُولُونَ سَبۡعَةٞ وَثَامِنُهُمۡ كَلۡبُهُمۡۚ قُل رَّبِّيٓ أَعۡلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعۡلَمُهُمۡ إِلَّا قَلِيلٞۗ فَلَا تُمَارِ فِيهِمۡ إِلَّا مِرَآءٗ ظَٰهِرٗا وَلَا تَسۡتَفۡتِ فِيهِم مِّنۡهُمۡ أَحَدٗا} (22)

{ سيقولون } ، يعنى نصارى نجران : الفتية { ثلاثة } نفر ، { رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم } ، يقول الله عز وجل : { رجما بالغيب } ، يعنى قذفا بالظن لا يستيقنونه ، { ويقولون } هم { سبعة وثامنهم كلبهم } ، وإنما صاروا بالواو واو ؛ لأنه انقطع الكلام ، وقال أبو العباس ثعلب : ألفوا هذه الواو الحال ، كان المعنى : وهذه حالهم عند ذكر الكلب ، هذا قول نصارى نجران السيد والعاقب ومن معهما من المار يعقوبيين ، وهم حزب النصارى ، { قل } للنصارى : { ربي أعلم بعدتهم } من غيره ، { ما يعلمهم } ، يعنى عدتهم ، ثم استثنى : { إلا قليل } ، قل : ما يعلم عدة الفتية إلا قليل من النسطورية ، وهم حزب من النصارى ، وأما الذين غلبوا على أمرهم ، فهم المؤمنون الذين كانوا يقولون : ابنوا عليهم بنيانا بنداسيس الصلح ومن معه ، { فلا تمار فيهم } ، يعنى لا تمار يا محمد النصارى في أمر الفتية ، { إلا مراء ظاهرا } ، يعنى حقا بما في القرآن ، يقول سبحانه : حسبك بما قصصنا عليك من أمرهم ، { ولا تستفت فيهم منهم أحدا } آية ، يقول : ولا تسأل عن أمر الفتية أحدا من النصارى .