تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَإِذِ ٱعۡتَزَلۡتُمُوهُمۡ وَمَا يَعۡبُدُونَ إِلَّا ٱللَّهَ فَأۡوُۥٓاْ إِلَى ٱلۡكَهۡفِ يَنشُرۡ لَكُمۡ رَبُّكُم مِّن رَّحۡمَتِهِۦ وَيُهَيِّئۡ لَكُم مِّنۡ أَمۡرِكُم مِّرۡفَقٗا} (16)

ثم قال الفتية بعضهم لبعض : { وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون } ، من دون الله من الآلهة ، ثم استثنوا ، فقالوا : { إلا الله } ، فلا تعتزلوا معرفته ؛ لأنهم عرفوا أن الله تعالى ربهم ، وهو خلقهم وخلق الأشياء كلها ، ثم قال بعضهم لبعض : { فأوا إلى الكهف } ، يعنى انتهوا إلى الكهف ، كقوله سبحانه : { إذ أوينا إلى الصخرة } [ الكهف :63 ] ، { ينشر لكم } ، يعنى يبسط لكم ، { ربكم من رحمته } رزقا ، { ويهيئ لكم من أمركم مرفقا } ، آية ، يعنى ما يرفق بكم ، فهيأ الله لكم الرقود في الغار ، فكان هذا من قول الفتية .