تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{سَيَقُولُونَ ثَلَٰثَةٞ رَّابِعُهُمۡ كَلۡبُهُمۡ وَيَقُولُونَ خَمۡسَةٞ سَادِسُهُمۡ كَلۡبُهُمۡ رَجۡمَۢا بِٱلۡغَيۡبِۖ وَيَقُولُونَ سَبۡعَةٞ وَثَامِنُهُمۡ كَلۡبُهُمۡۚ قُل رَّبِّيٓ أَعۡلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعۡلَمُهُمۡ إِلَّا قَلِيلٞۗ فَلَا تُمَارِ فِيهِمۡ إِلَّا مِرَآءٗ ظَٰهِرٗا وَلَا تَسۡتَفۡتِ فِيهِم مِّنۡهُمۡ أَحَدٗا} (22)

قال الله : { سيقولون } سيقول أهل الكتاب : { ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب } قال : السدي : يعني : رميا بقول الظن .

قال محمد : المعنى يقولون ذلك ظنا بغير يقين . قال زهير{[647]} :

وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم *** وما هو عنها بالحديث المرجم

قوله : { ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل } قال قتادة : إلا قليل من الناس ، وذكر لنا أن ابن عباس كان يقول : أنا من أولئك القليل الذين استثنى الله ، كانوا سبعة وثامنهم كلبهم . {[648]}

قال : { فلا تمار فيهم } يقول الله للنبي : فلا تمار أهل الكتاب في أصحاب الكهف { إلا مراء ظاهرا } أي إلا بما أخبرتك ، في تفسير الحسن . قال محمد : المعنى : أفت في قصتهم بالظاهر الذي أنزل إليك .

{ ولا تستفت فيهم } في أصحاب الكهف { منهم أحدا } من اليهود .


[647]:البيت في تفسير القرطبي (10/383) وخزانة الأدب للبغدادي (3/345).
[648]:رواه الطبري في تفسيره (1/206)، (22973)، (22976).