بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{سَيَقُولُونَ ثَلَٰثَةٞ رَّابِعُهُمۡ كَلۡبُهُمۡ وَيَقُولُونَ خَمۡسَةٞ سَادِسُهُمۡ كَلۡبُهُمۡ رَجۡمَۢا بِٱلۡغَيۡبِۖ وَيَقُولُونَ سَبۡعَةٞ وَثَامِنُهُمۡ كَلۡبُهُمۡۚ قُل رَّبِّيٓ أَعۡلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعۡلَمُهُمۡ إِلَّا قَلِيلٞۗ فَلَا تُمَارِ فِيهِمۡ إِلَّا مِرَآءٗ ظَٰهِرٗا وَلَا تَسۡتَفۡتِ فِيهِم مِّنۡهُمۡ أَحَدٗا} (22)

{ سَيَقُولُونَ ثَلاَثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُم } ؛ قال بعضهم : اختلفوا في أمرهم في ذلك الوقت ؛ ويقال : هذا الاختلاف في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ أخبر الله تعالى نبيه أنه لو سأل أهل الكتاب يختلفون عليه . فسألهم ، فاختلفوا وذلك أن أهل نجران ، السيد والعاقب ومن معهما ، قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكان السيد صارماً يعقوبياً ، والعاقب نسطورياً ، وصنف منهم ملكانياً فسألهم النبي صلى الله عليه وسلم عن عدة أصحاب الكهف ، فقال السيد وأصحابه : ثلاثة رابعهم كلبهم . { *** } ؛ قال بعضهم : اختلفوا في أمرهم في ذلك الوقت ؛ ويقال : هذا الاختلاف في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ أخبر الله تعالى نبيه أنه لو سأل أهل الكتاب يختلفون عليه . فسألهم ، فاختلفوا وذلك أن أهل نجران ، السيد والعاقب ومن معهما ، قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكان السيد صارماً يعقوبياً ، والعاقب نسطورياً ، وصنف منهم ملكانياً فسألهم النبي صلى الله عليه وسلم عن عدة أصحاب الكهف ، فقال السيد وأصحابه : ثلاثة رابعهم كلبهم . { وَيَقُولُونَ } ، أي العاقب وأصحابه : { خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بالغيب } ، أي ظناً بالغيب لا علم لهم . { وَيَقُولُونَ } ، أي صنف منهم : { سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ } .

قال الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم : { قُل رَّبّى أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ } ؛ وهذا إخبار من الله أن عدتهم سبعة . قال ابن عباس ، وفي رواية أخرى أنه قال : أظن القوم كانوا ثلاثة . قال واحد منهم : كم لبثتم ؟ فقال الثاني : لبثنا يوماً أو بعض يوم . فقال الثالث : ربكم أعلم بما لبثتم . وروي عن ابن عباس أنه قال إنهم سبعة وذكر أسماءهم ، فقال : مكسلينا وهو أكبرهم ، وتمليخاً ، ومطرونس ، وسارينوس ، ونوانس ، وكشطود ، وبيونس ، وبطنبور ، وليونس . وذكر في رواية وهب أسماؤهم بخلاف هذا إلا تمليخا ، فقد اتفقوا على اسمه ؛ وقال ابن عباس : كان اسم الكلب قطمير ؛ وقال سعيد بن جبير : كان اسمه فرفدين ؛ ويقال : كان لونه خليج ؛ ويقال : كان لونه غلبة بالفارسية ومعناه بالعربية أبلق ؛ وقال بعض المحدثين : إن كلب أهل الكهف يكون معهم في الجنة ؛ وقال بعضهم : يصير تراباً مثل سائر الحيوانات . وإنما الجنة للمؤمنين خاصة .

ثم قال عز وجل : { فَلاَ تُمَارِ فِيهِمْ إِلاَّ مِرَآء ظاهرا } ؛ قال قتادة : { فَلاَ تُمَارِ } ، يقول حسبك ما أعلمناك من خبرهم . { وَلاَ تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مّنْهُمْ أَحَداً } ، أي لا تسأل عن أصحاب الكهف من النصارى أحداً .